( السابعة والثامنة والتاسعة ) :
(
كمال إيمانهم وثقتهم بالله وتوكلهم عليه وشجاعتهم ويقينهم بعاقبة أمرهم ) :
هذه المزايا الثلاث ظاهرة أوضح الظهور في كل قصة من قصصهم ، إذ هي عبارة عن تصدي رجل واحد من وسط قوم لتجهيلهم في تقاليدهم الدينية الموروثة ودعوتهم لتركها إلى ما هو خير منها في حقيته وكماله ، وحاله ومآله ، وتوبيخهم على الإصرار عليها ، وإنذارهم سوء عاقبتها ، وعدم مبالاته بكفرهم به ، وسخريتهم منه وتهديدهم له ، ومقابلته لذلك بما هو أشد منه ، كما ترى في الآيتين ( 38 و 39 ) من قصة
نوح ، وما هو أشد منها في معناها من سورة يونس ( 10 : 71 ) التي صرح لهم فيها باعتصامه بالتوكل على الله ، وأمرهم بإجماع أمرهم وشركائهم والتثبيت فيه والقضاء إليه مما يجمعون عليه من عقابه بدون إنظار ولا إمهال ، وفي معناه من هذه السورة الآيات ( 54 - 57 ) .