ثم
قال تعالى : وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس البينات : هي ما تبين به الحق من الآيات والدلائل كما قال في هذه السورة : ولقد جاءكم بالبينات [ 2 : 92 ] وروح القدس : هو روح الوحي الذي يؤيد الله به رسله كما قال لنبينا :
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا [ 42 : 52 ] الآية . وقال له في سورة النحل :
قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين [ 16 : 102 ] وقال
أبو مسلم : إن روح القدس عبارة عن الروح الطيبة المقدسة التي أيد بها
عيسى - عليه السلام - ، وقد سبقت هذه العبارة في آية ( 87 ) من هذه السورة فلا نطيل في إعادة تفسيرها ، ولعل النكتة في ذكر اسم
عيسى - عليه الصلاة والسلام - : أن ما آتاه لما كان مشتركا كان ذكره بالإبهام غير صريح في كونه ممن فضل به ، أو الرد على الذين غلوا فيه ، فزعموا أنه إله
[ ص: 7 ] لا رسول مؤيد بآيات الله ، ظهر لي هذا عند الكتابة ، ثم راجعت تفسير
أبي السعود فإذا هو يقول : وإفراده - عليه السلام - بما ذكر لرد ما بين أهل الكتابين في شأنه - عليه السلام - من التفريط والإفراط .