قال تعالى :
ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا أي أن الحامل لأولئك المتكبرين على ما ذكر هو وسوسة الشيطان التي عبر عنها في آية البقرة بقوله :
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ( 2 : 268 ) ، فبين أن هؤلاء قرناء الشيطان ، وهو بئس القرين فعلم أن حالهم في الشر كحال الشيطان ، ولم يصرح بالمقصد بل اكتفى بذم من كان الشيطان قرينا له ، وهذا من الإيجاز الذي لا يجده الإنسان في غير القرآن ، قال الأستاذ الإمام : أقول : وفي الآية تنبيه إلى تأثير قرناء المرء في سيرته وما ينبغي من
اختيار القرين الصالح على قرين السوء ، وتعريض بتنفير أولئك
الأنصار من مقارنة أولئك
اليهود الذين كانوا ينهونهم عن الإنفاق في سبيل الله وبيان أنهم شياطين يعدون الفقر ، وينهون عن العرف ويأمرون بالمنكر ، والقرين الصالح من يكون عونا لك على الخير ، مرغبا لك فيه ، منفرا لك بنصحه وسيرته عن الشر ، مبعدا لك عنه ، مذكرا لك بتقصيرك ، مبصرا إياك بعيوب نفسك ، وكم أصلح القرين الصالح فاسدا ، وكم أفسد قرين السوء صالحا .