إن الله كان عفوا غفورا العفو ذو العفو العظيم ، ويطلق العفو بمعنى اليسر والسهولة
[ ص: 100 ] ومنه في التنزيل :
خذ العفو ( 7 : 199 ) ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919108قد عفوت عن صدفة الخيل والرقيق ، أي : أسقطتها تيسيرا عليكم ، ومن عفوه تعالى أن أسقط في حال المرض والسفر وجوب الوضوء والغسل ، ومن معاني العفو محو الشيء يقال : عفت الريح الأثر ، ويقال : عفا الأثر ( لازم ) أي : أمحي ، ومنه العفو عن الذنب عفا عنه ، وعفا له ذنبه ، وعفا عن ذنبه ، أي : محاه ، فلم يرتب عليه عقابا ، فالعفو أبلغ من المغفرة ; لأن المغفرة من الغفر ، وهو الستر ، وستر الذنب بعدم الحساب والعقاب عليه لا ينافي بقاء أثر خفي له ، ومعنى العفو ذهاب الأثر ، فالعفو عن الذنب جعله كأن لم يكن بألا يبقى له أثر في النفس لا ظاهر ولا خفي ، فهذا التذييل للآية مبين منشأ الرخصة واليسر الذي فيها ، وهو عفو الله تعالى ، ومشعر بأن ما كان من الخطأ في صلاة السكارى كقولهم : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون ) مغفور لهم لا يؤاخذون عليه ، وإننا نختم تفسير الآية بمسائل في أحكام التيمم لا بد منها .