والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا جعل دخول الجنة جزاء من آمن وعمل صالحا ; إذ الإيمان بغير عمل صالح لا يكفي لتزكية النفس وإعدادها لهذا الجزاء ، ولا يكاد يوجد الإيمان بغير العمل الصالح إلا أن يموت المرء عقب إيمانه فلا يتسع الوقت لظهور آثار الإيمان وثمراته منه ، ويقول البصريون : إن " سوف " أبلغ من " السين " في التنفيس وسعة الاستقبال في المضارع الذي تدخل عليه ، ويرى
ابن هشام أنه لا فرق بينهما ، وكأنهم أخذوا ذلك من قاعدة دلالة زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، فلما كانت سوف أكثر حروفا كان معناها في الاستقبال أوسع ، ولا يد على هذا من نكتة للتعبير عن جزاء أهل النار بقوله :
سوف نصليهم وعن جزاء أهل الجنة بقوله : سندخلهم وكأنه من رحمته تعالى بالفريقين يعجل لأهل النعيم نعيمهم
[ ص: 136 ] ولا يعجل لأهل العذاب عذابهم ، وفيه إشارة إلى امتداد وقت التوبة في الدنيا ، والخلود : طول المكث ، وأكده هنا بقوله : أبدا أي : دائما .