أما
قوله تعالى : ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فمعناه أن من يعمل السوء ويستحق الجزاء عليه بحسب سنن الله تعالى في تأثير عمل السوء تأثيرا تكون عاقبته شرا منه كما قال في سورة أخرى
ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ( 30 : 10 ) ، لا يجد له وليا غير الله يتولى أمره ويدفع الجزاء عنه ، ولا نصيرا ينصره وينقذه مما يحل به ، لا من الأنبياء الذين تفاخر ويتفاخر أصحاب الأماني بالانتساب إليهم ولا من غيرهم من المخلوقات
[ ص: 356 ] التي اتخذها بعض البشر آلهة وأربابا ، لا على معنى أنها هي الخالقة ، بل على معنى أنها شافعة وواسطة ، فكل تلك الأماني في الشفعاء كأضغاث الأحلام ، برق خلب وسحاب جهام ، وإنما المدار في النجاة على الإيمان والأعمال كما صرح به فقال :