وكان الله شاكرا عليما ، يثيب المؤمنين الشاكرين المصلحين على حسب علمه بحالهم ، لا أنه يعذبهم ، بل يعطيهم أكثر مما يستحقون على شكرهم وإيمانهم ، قال عز وجل :
وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ( 14 : 7 ) سمى ثباتهم على الشكر شكرا ، وهم إنما يحسنون بشكره إلى أنفسهم ، وهو غني عنهم وعن شكرهم وإيمانهم ، ولكن قضت حكمته ، ومضت سنته ، بأن يكون
للإيمان الصحيح والأعمال الصالحة أثر صالح في النفس ، يترتب عليه الجزاء الحسن والعكس بالعكس ، فنسأله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الشاكرين .
وأن يشكر لنا ذلك في الدارين والحمد لله رب العالمين .
[ ص: 387 ] تم الجزء الخامس من التفسير ، وقد نشر في المجلد الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من المنار .
بدأت بكتابة هذا الجزء وأنا في
القسطنطينية سنة 1328 هـ ، ففاتني تصحيح ما طبع منه في أثناء رحلتي تلك ، وأتممته في أثناء رحلتي هذا العام ( 1330 هـ ) إلى
الهند فمنه ما كتبته في البحر ومنه ما كتبته في المدن والطرق
بالهند ، ومنه ما كتبته في
مسقط والكويت والعراق ، وقد أتممته في المحجر الصحي بين
حلب وحماة في أوائل شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ، ونشر آخره في جزء المنار الذي صدر في آخر رمضان ، ولم أقف على تصحيح شيء مما كتبته في أثناء هذه الرحلة أيضا .
وفي أثناء هذا الجزء انتهت دروس الأستاذ الإمام عليه الرحمة والرضوان ، وسنسير في تتمة التفسير إن شاء الله على الطريقة التي أخذناها عنه ونهتدي بهديه فيها إن شاء الله تعالى ، وبالله التوفيق .