4 -
التثليث عند الفرس وغيرهم من أهل آسية :
قال
هيجين ( في ص 162 من كتابه الأنكلوسكسون ) : " كان
الفرس يدعون متروسا : الكلمة والوسيط ومخلص الفرس اهـ . " وقال مثل هذا دونلاب وبنصون ، وقال دوان في كتابه الذي ذكر غير مرة : كان الفرس يعبدون إلها مثلث الأقانيم مثل الهنود ، ويسمونها : أوزمرد ومترات وأهرمن ، فأوزمرد الخلاق ، ومترات ابن الله المخلص والوسيط ، وأهرمن الملك . أقول : وقد بينت آنفا أصل هذا الاعتقاد وكيف سرى إليه الفساد . والمشهور
[ ص: 76 ] عن مجوس الفرس التثنية دون التثليث ، فكانوا يقولون بإله مصدر النور والخير ، وإله مصدر الظلمة والشر .
ونقل عن
الكلدانيين والأشوريين والفينيقيين الإيمان بالكلمة على أنها ذات تعبد ، ويسميها
الكلدانيون ( ممرار )
والأشوريون ( مردوخ ) ويدعون مردوخ ابن الله البكر ، وهكذا الأمم يأخذ بعضها عن بعض ، وقد قال
برتشرد ( في ص 285 من كتابه : خرافات المصريين الوثنيين ) : " لا يخلو شيء من الأبحاث الدينية المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثي . ونقول : إن أديان أسلافه الغربيين كذلك ، فإن لم تكن أعرق في الوثنية ، فهم تلاميذ الشرقيين فيها ، ولا سيما المصريين منهم ، ولكنهم هم الذين شوهوا الديانة المسيحية الشرقية ، فنقلوها من التوحيد الإسرائيلي إلى التثليث الوثني .