التسمية قبل الوضوء ، والذكر والدعاء بعده : ورد في التسمية للوضوء أحاديث ضعيفة ، يدل بعضها على وجوبها ، وبعضها على استحبابها ، قال الحافظ
ابن حجر : " الظاهر أن مجموعها يحدث منها قوة تدل على أن لها أصلا ، ودعمها
النووي بحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919364كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم وهو مثلها " . ولما كانت التسمية أمرا حسنا في نفسه ، ومشروعا في الجملة تساهل الفقهاء في علل ما ورد فيها من الأحاديث ، وقال بعضهم بوجوبها ، وبعضهم بسنيتها ، حتى إن
ابن القيم ، المحقق الشهير ، قال في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من كتابه ( زاد المعاد ) : " ولم يحفظ عنه أنه
[ ص: 205 ] كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية ، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه ، فكذب مختلق ، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه ، ولا علمه لأمته ، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله ، وقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919365أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين في آخره " انتهى .
أقول : أما
الشهادتان بعد الوضوء ، فقد روى حديثهما
أحمد ،
ومسلم ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919366ما منكم أحد يتوضأ ، فيسبغ الوضوء ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء والعمدة في صحته رواية
مسلم ، وأما زيادة الدعاء فهي في رواية
الترمذي ، وقد قال هو في الحديث : " وفي إسناده اضطراب ، ولا يصح فيه كثير شيء ، ولكن رواية
مسلم سالمة من هذا الاضطراب ، كما قال الحافظ
ابن حجر ، وزاد
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عمل اليوم والليلة ،
والحاكم في المستدرك ، من حديث
أبي سعيد ، بعد قوله : من المتطهرين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=919367سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك ، وأتوب إليك وقد روي هذا مرفوعا وموقوفا ، فضعفوا المرفوع ، وأما الموقوف فصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وأنكر الحافظ
ابن حجر ، على
النووي تضعيفه ، ومن هذا تعلم أن دعاء الأعضاء باطل ، وقد قال
النووي في الروضة والمنهاج : إنه لا أصل له ، قال
الرملي في شرح المنهاج : أي لا أصل له يحتج به ، وذكر أنه روي ، ولكنه واه لا يعمل به ، ولا في فضائل الأعمال التي يعملون فيها بالحديث الضعيف .