الأمر الثالث : أن
القراءات توقيفية وليست اختيارية ، خلافا لجماعة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ، ورد على
حمزة [ ص: 470 ] قراءة : ( والأرحام ) ( النساء : 1 ) بالخفض ; ومثل ما حكي عن
أبي زيد nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب الحضرمي أن خطئوا
حمزة في قراءته : (
وما أنتم بمصرخي ) ( إبراهيم : 22 ) بكسر الياء المشددة ، وكذا أنكروا على
أبي عمرو إدغامه الراء عند اللام في : ( يغفلكم ) ( نوح : 4 ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنه خطأ فاحش ، ولا تدغم الراء في اللام إذا قلت : " مرلي بكذا " ; لأن الراء حرف مكرر ، ولا يدغم الزائد في الناقص للإخلال به ، فأما اللام فيجوز إدغامه في الراء ، ولو أدغمت اللام في الراء لزم التكرير من الراء . وهذا إجماع النحويين . انتهى .
وهذا تحامل ، وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة ، وأنها سنة متبعة ، ولا مجال للاجتهاد فيها ، ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في " كتابه " في قوله تعالى : (
ما هذا بشرا ) ( يوسف : 31 ) ،
وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هي في المصحف .
وإنما كان كذلك ; لأن القراءة سنة مروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تكون القراءة بغير ما روي عنه . انتهى .