الثاني عشر :
خطاب التهكم . وهو الاستهزاء بالمخاطب ، مأخوذ من " تهكم البئر " إذا تهدمت كقوله - تعالى - :
ذق إنك أنت العزيز الكريم ( الدخان : 49 ) وهو خطاب
لأبي جهل ؛ لأنه قال : ما بين جبليها - يعني
مكة - أعز ولا أكرم مني .
وقال :
فبشرهم بعذاب أليم ( التوبة : 34 ) جعل العذاب مبشرا به . وقوله :
هذا نزلهم يوم الدين ( الواقعة : 56 ) . وقوله :
وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ( الواقعة : 92 - 94 ) والنزل لغة : هو الذي يقدم للنازل تكرمة له قبل حضور الضيافة .
وقوله - تعالى - :
سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ( الرعد : 10 و 11 ) .
على تفسير المعقبات بالحرس حول السلطان ، يحفظونه - على زعمه - من أمر الله ، وهو تهكم ، فإنه لا يحفظه من أمر الله إذا جاءه .
[ ص: 360 ] وقوله - تعالى - :
قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ( الأحزاب : 18 ) وهو - تعالى - يعلم حقيقتهم و
يعلم ما يسرون وما يعلنون ( هود : 5 ) لا تخفى عليه خافية .
وقوله - تعالى - :
وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ( الواقعة : 43 و 44 ) وذلك لأن الظل من شأنه الاسترواح واللطافة ، فنفي هنا ، وذلك أنهم لا يستأهلون الظل الكريم .