السادس عشر :
خطاب الاثنين بلفظ الواحد . كقوله - تعالى - :
[ ص: 366 ] قال فمن ربكما ياموسى ( طه : 49 ) أي ويا
هارون . وفيه وجهان : أحدهما : أنه أفرد
موسى - عليه السلام - بالنداء بمعنى التخصيص والتوقف ؛ إذ كان هو صاحب عظيم الرسالة وكريم الآيات ، وذكره
ابن عطية .
والثاني : لما كان
هارون أفصح لسانا منه على ما نطق به القرآن ثبت عن جواب الخصم الألد ، ذكره صاحب الكشاف . وانظر إلى الفرق بين الجوابين .
ومثله :
فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( طه : 117 ) قال
ابن عطية : إنما أفرده بالشقاء من حيث كان المخاطب أولا والمقصود في الكلام . وقيل : بل ذلك لأن الله جعل الشقاء في معيشة الدنيا في حيز الرجال ، ويحتمل الإغضاء عن ذكر المرأة ، ولهذا قيل من الكرم ستر الحرم . وقوله :
فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ( الشعراء : 16 ) .
ونحوه في وصف الاثنين بالجمع قوله - تعالى - :
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ( التحريم : 4 ) . وقال :
هذان خصمان اختصموا ( الحج : 19 ) ولم يقل : اختصما . وقال :
فتاب عليه ( البقرة : 37 ) ، ولم يقل : " عليهما " اكتفاء بالخبر عن أحدهما بالدلالة عليه .