التاسع عشر :
إطلاق اسم الضدين على الآخر .
كقوله - تعالى - :
وجزاء سيئة سيئة مثلها ( الشورى : 40 ) وهي من المبتدئ سيئة ومن الله حسنة ، فحمل اللفظ على اللفظ . وعكسه :
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ( الرحمن : 60 ) سمي الأول إحسانا لأنه مقابل لجزائه ، وهو الإحسان ، والأول طاعة ، كأنه قال : هل جزاء الطاعة إلا الثواب ؟ ! . وكذلك :
ومكروا ومكر الله ( آل عمران : 54 ) حمل اللفظ على اللفظ ، فخرج الانتقام بلفظ الذنب ، لأن الله لا يمكر .
وأما قوله - تعالى - :
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( الأعراف : 99 ) فهو وإن لم يتقدم ذكر مكرهم في اللفظ ، لكن تقدم في سياق الآية قبله ما يصير إلى مكر ، والمقابلة لا يشترط فيها ذكر المقابل لفظا ، بل هو أو ما في معناه .
وكذلك قوله :
فبشرهم بعذاب أليم ( التوبة : 34 ) لما قال : بشر هؤلاء بالجنة ، قال : بشر هؤلاء بالعذاب ؛ والبشارة إنما تكون في الخير لا في الشر . وقوله :
إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم ( هود : 38 ) والفعل الثاني ليس بسخرية .