العشرون :
تسمية الداعي إلى الشيء باسم الصارف عنه . لما بينهما من
[ ص: 398 ] التعلق ذكره
السكاكي وخرج عليه قوله - تعالى - :
ما منعك ألا تسجد ( الأعراف : 12 ) يعني : ما دعاك ألا تسجد ؟ واعتصم بذلك في عدم زيادة " لا " وقيل : معناه : ما حملك في ألا تسجد - أي من العقوبة - أي ما جعلك في منعة من عقوبة ترك السجود . وهذا لا يصح ؛ أما الأول فلم يثبت في اللغة ، وأما الثاني فكأن تركيبه : ما يمنعك سؤالا يتناقض عما يمنعه لا بلفظ الماضي ، لأنه لا تخويف بماض .
ويجاب بأن المخالفة تقتضي الأمنة ، كأنه قيل : ما أمنك حتى خالفت ؟ ! بيانا لاغتراره وعدم رشده ، وأنه إنما خالف وحاله حال من امتنع بقوته من عذاب ربه ، فكنى عنه بـ " ما منعك " تهكما ، لا أنه امتنع حقيقة وإنما جسر جسارة من هو في منعة . ورد أيضا بأنه أجاب : ( أنا خير ) وهو لا يصلح جوابا إلا لترك السجود ، وأجيب بأنه لم يجب ، ولكن عدل بذلك جواب ما لا يمكن جوابه .