السادسة :
إذا اجتمع مختلفان في الصراحة والتأويل قدم الاسم المفرد ، ثم الظرف أو عديله ، ثم الجملة ، كقوله تعالى :
اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ( آل عمران : 45 - 46 ) فقوله : ( وجيها ) حال ، وكذلك ( من المقربين ) وقوله : ( يكلم ) وقوله : ( من الصالحين ) فهذه
[ ص: 24 ] أربعة أحوال انتصبت عن قوله : ( كلمة ) والحال الأولى جيء بها على الأصل اسما صريحا ، والثانية في تأويله جار ومجرور ، وجيء بها هكذا لوقوعها فاصلة في الكلام ، ولو جيء بها اسما صريحا لناسبت الفواصل ، والثالثة جملة فعلية ، والرابعة جار ومجرور .
ومنه قوله تعالى :
وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ( غافر : 28 )
قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ( المائدة : 23 ) ولما كان الظرف فيه شبه من المفرد وشبه من الجملة جعل بينهما ، وقد أوجب
ابن عصفور ذلك وليس كما قال ; فقد قال تعالى :
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين ( المائدة : 54 ) ولا يقال : إن ( أذلة ) بدل لأنه مشتق ، والبدل إنما يكون في الجوامد ، كما نص عليه هو وغيره .
وأما قوله تعالى :
وهذا كتاب أنزلناه مبارك ( الأنعام : 155 ) فقيل : إنه من تقديم الجملة على المفرد ، ويحتمل أن يكون " مبارك " خبرا لمحذوف ، فلا يكون من هذا الباب