حذف جواب القسم لعلم السامع المراد منه ; كقوله تعالى :
والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة ( النازعات : 1 - 5 ) تقديره : لتبعثن ولتحاسبن ; بدليل إنكارهم للبعث في قولهم :
يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ( النازعات : 10 ) .
وقيل : القسم وقع على قوله :
إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ( النازعات : 26 ) .
وكقوله تعالى :
لن نؤثرك ( طه : 72 ) ، وحذف لدلالة الكلام السابق عليه .
واختلف في جواب القسم في :
ص والقرآن ذي الذكر ( ص : 1 ) ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( ص : 64 ) ، واستبعده
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
وقال
الفراء : قد تأخر كثيرا ، وجرت بينهما قصص مختلفة ، فلا يستقيم ذلك في العربية .
وقيل :
كم أهلكنا ( ص : 3 ) ، ومعناه : لكم أهلكنا ، وما بينهما اعتراض ، وحذفت اللام لطول الكلام .
وقال
الأخفش :
إن كل إلا كذب الرسل ( ص : 14 ) ، والمعترض بينهما قصة
[ ص: 263 ] واحدة . وعن
قتادة :
بل الذين كفروا في عزة وشقاق ( ص : 2 ) مثل
ق والقرآن المجيد بل عجبوا ( ق : 1 - 2 ) .
وقال صاحب " النظم " في هذا القول : معنى " بل " توكيد الأمر بعده فصار مثل " أن " الشديدة تثبت ما بعدها ، وإن كان لها معنى آخر في نفي خبر متقدم ؛ كأنه قال : إن الذين كفروا في عزة وشقاق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14417أبو القاسم الزجاجي : إن النحويين قالوا : إن " بل " تقع في جواب القسم كما تقع " إن " لأن المراد بها توكيد الخبر ، وذلك في :
ص والقرآن . . . ( ص : 1 ) الآية ، وفي :
ق والقرآن . . . ( ق : 1 ) الآية ، وهذا من طريق الاعتبار ، ويصلح أن يكون بمعنى " إن " لأنه سائغ في كلامهم أو يكون " بل " جوابا للقسم ؛ لكن لما كانت متضمنة رفع خبر وإتيان خبر بعده كانت أوكد من سائر التوكيدات ؛ فحسن وضعها موضع " إن " .
وقيل : الجواب محذوف ؛ أي : والقرآن المجيد ، ما الأمر كما يقول هؤلاء . أو : الحق ما جاء به النبي ، صلى الله عليه وسلم .
وقال
الفراء في قوله تعالى :
إذا السماء انشقت ( الانشقاق : 1 ) جوابه محذوف ، أي : فيومئذ يلاقي حسابه .
[ ص: 264 ] وعن
قتادة أن جوابه : وأذنت لربها وحقت ( الانشقاق : 2 ) يعني أن الواو فيها بمعنى السقوط ، كقوله تعالى : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه ( الصافات : 103 - 104 ) أي : ناديناه .