[ ص: 463 ] فائدة
نفي الاستطاعة قد يراد به نفي الامتناع ، أو عدم إمكان وقوع الفعل مع إمكانه ؛ نحو : هل تستطيع أن تكلمني ؟ بمعنى : هل تفعل ذلك ؟ وأنت تعلم أنه قادر على الفعل .
وقد حمل قوله تعالى حكاية عن الحواريين :
هل يستطيع ربك ( المائدة : 112 ) على المعنى الأول ، أي : هل يجيبنا إليه ؟ أو : هل يفعل ربك ؟ وقد علموا أن الله قادر على الإنزال ، وأن
عيسى قادر على السؤال ، وإنما استفهموا هل هنا صارف أو مانع ؟ .
وقوله :
فلا يستطيعون توصية ( يس : 50 )
فلا يستطيعون ردها ( الأنبياء : 40 )
فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ( الكهف : 97 ) .
وقد يراد به الوقوع بمشقة وكلفة ؛ كقوله تعالى :
لن تستطيع معي صبرا ( الكهف : 67 ) .
فائدة
قوله تعالى :
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ( الأنفال : 17 ) قالوا :
المجاز يصح نفيه بخلاف الحقيقة ، لا يقال للأسد : ليس بشجاع .
وأجيب بأن المراد بالرمي هنا المرتب عليه ، وهو وصوله إلى الكفار ؛ فالوارد عليه السلب هنا مجاز لا حقيقة ؛ والتقدير : وما رميت خلقا إذ رميت كسبا ، أو : ما رميت انتهاء إذ رميت ابتداء ؛ وما رميت مجازا إذ رميت حقيقة .