( فائدة ) . قوله : (
إلا عشية أو ضحاها ) ( النازعات : 46 ) أي وضحى يومها
فدل بالجزء على الكل .
[ ص: 38 ] قال الشيخ
عز الدين : وإنما أضاف الضحى إلى نهار العشية ، لأنه لو أطلقها من غير إضافة لم يحسن الترديد بـ ( أو ) لأن عشية كل نهار من الظهر إلى الغروب ، وهو نصف النهار ، وضحاها مقدار ربعه مثلا ، وهو مقدار نصف العشية فلما أضافه إلى نهارها علم تقاربهما فحسن الترديد ، لإفادته الترديد بين اللبث الطويل والقصير ، ولو أطلقه لجاز أن يتوهم عشية نهار قصير ، وضحى يوم طويل فتساوى ذلك الضحى بالعشية فلا يحسن الترديد بينهما .
فإن قيل : كيف يجمع بين قوله : (
لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) ( الأحقاف : 35 ) وهو الجزء اليسير من الزمان ، وبين الضحى والعشية ، وكيف حسن الترديد ؟ .
فالجواب أن هذا الحساب يختلف باختلاف الناس ، فمنهم من يعتقده طويلا ، ومنهم من يحسبه قصيرا ، قال الله تعالى : (
يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ) ( طه : 103 ) ثم قال (
إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ) ( طه : 104 ) .
وقد يكون بحسب شدة الأمر وخفته ، ولبثتم يحتمل أن يكون في الدنيا ويحتمل أن يكون في البرزخ ، والأول أظهر