شعر .
ومنه
شعر بمعنى علم ، ومصدره " شعرة " بكسر الشين كالفطنة ، وقالوا : ليت شعري فحذفوا التاء مع الإضافة للكثرة ، قال
الفارسي : وكأنه مأخوذ من الشعار ، وهو ما
[ ص: 140 ] يلي الجسد ، فكأن شعرت به ، علمته علم حس ، فهو نوع من العلم ، ولهذا لم يوصف به الله . وقوله تعالى في صفة الكفار : (
وهم لا يشعرون ) ( القصص : 11 ) أبلغ في الذم للبعد عن الفهم من وصفهم بأنهم لا يعلمون ، فإن البهيمة قد تشعر بحيث كانت تحس ، فكأنهم وصفوا بنهاية الذهاب عن الفهم .
وعلى هذا قال تعالى : (
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ) ( البقرة : 154 ) إلى قوله (
ولكن لا تشعرون ) ( البقرة : 154 ) ولم يقل : لا تعلمون لأن المؤمنين إذا أخبرهم الله تعالى بأنهم أحياء ، علموا أنهم أحياء فلا يجوز أن ينفي عنهم العلم ، ولكن يجوز أن يقال : لا تشعرون ، لأنه ليس كل ما علموه يشعرونه ، كما أنه ليس كل ما علموه يحسونه بحواسهم ، فلما كانوا لا يعلمون بحواسهم حياتهم ، وأنهم علموها بإخبار الله تعالى وجب أن يقال : لا تشعرون دون لا تعلمون .