صفحة جزء
ما

ما : اسمية وحرفية :

فالاسمية : ترد موصولة بمعنى الذي ، نحو : ما عندكم ينفد وما عند الله باق [ النحل : 96 ] ، ويستوي فيها المذكر والمؤنث ، والمفرد والمثنى والجمع ، والغالب استعمالها فيما لا يعلم ، وقد تستعمل في العالم ، نحو : والسماء وما بناها [ الشمس : 5 ] . ولا أنتم عابدون ما أعبد [ الكافرون : 3 ] أي : الله .

ويجوز في ضميرها مراعاة اللفظ والمعنى ، واجتمعا في قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون [ النحل : 73 ] وهذه معرفة ، بخلاف الباقي .

واستفهامية : بمعنى : أي شيء ، ويسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته وأجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم ، نحو : وما هي ما لونها [ البقرة : 68 - 69 ] ما ولاهم [ البقرة : 142 ] وما تلك بيمينك [ طه : 17 ] وما الرحمن [ الفرقان : 60 ] .

ولا يسأل بها عن أعيان أولي العلم ، خلافا لمن أجازه . وأما قول فرعون : وما رب العالمين [ الشعراء : 23 ] فإنه قاله جهلا ، ولهذا أجابه موسى بالصفات .

ويجب حذف ألفها إذا جرت وإبقاء الفتحة دليلا عليها ، فرقا بينها وبين الموصولة ، نحو : عم يتساءلون [ النبإ : 1 ] فيم أنت من ذكراها [ النازعات : 43 ] لم تقولون ما لا تفعلون [ الصف : 2 ] بم يرجع المرسلون [ النمل : 35 ] .

وشرطية : نحو : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت [ البقرة : 106 ] وما تفعلوا من خير يعلمه الله [ البقرة : 197 ] . فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم [ التوبة : 7 ] وهذه منصوبة بالفعل بعدها .

تعجبية : نحو : فما أصبرهم على النار [ البقرة : 175 ] . قتل الإنسان ما أكفره [ عبس : 17 ] ولا ثالث لهما في القرآن إلا في قراءة سعيد بن جبير : ( ما أغرك بربك الكريم ) [ ص: 531 ] ومحلها رفع بالابتداء ، وما بعدها خبر ، وهي نكرة تامة .

ونكرة موصوفة : نحو : بعوضة فما فوقها [ البقرة : 26 ] نعما يعظكم [ النساء : 58 ] أي : نعم شيئا يعظكم به .

وغير موصوفة نحو : فنعما هي [ البقرة : 271 ] أي : نعم شيئا هي .

والحرفية : ترد مصدرية :

إما زمانية : نحو : فاتقوا الله ما استطعتم [ التغابن : 16 ] أي : مدة استطاعتكم .

أو غير زمانية ، نحو : فذوقوا بما نسيتم [ السجدة : 14 ] أي : بنسيانكم .

ونافية :

إما عاملة عمل ليس ، نحو : ما هذا بشرا [ يوسف : 31 ] ، ما هن أمهاتهم [ المجادلة : 2 ] فما منكم من أحد عنه حاجزين [ الحاقة : 47 ] ولا رابع لها في القرآن .

أو غير عاملة ، نحو : وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله [ البقرة : 272 ] . فما ربحت تجارتهم [ البقرة : 16 ] .

قال ابن الحاجب : وهي لنفي الحال ، ومقتضى كلام سيبويه أن فيها معنى التأكيد ; لأنه جعلها في النفي جوابا لقد في الإثبات ، فكما أن ( قد ) فيها معنى التأكيد ، فكذلك ما جعل جوابا لها .

وزائدة للتأكيد :

إما كافة ، نحو : إنما هو إله واحد [ الأنعام : 19 ] . أنما إلهكم إله واحد [ الكهف : 110 ] كأنما أغشيت وجوههم [ يونس : 27 ] ربما يود الذين كفروا [ الحجر : 2 ] .

أو غير كافة ، نحو : فإما ترين [ مريم : 26 ] . أيا ما تدعوا [ الإسراء : 110 ] أيما الأجلين قضيت [ القصص : 28 ] فبما رحمة [ آل عمران : 159 ] . مما خطيئاتهم [ نوح : 25 ] مثلا ما بعوضة [ البقرة : 26 ] .

قال الفارسي : جميع ما في القرآن من الشرط بعد ( إما ) مؤكد بالنون لمشابهته فعل الشرط ، بدخول ما للتأكيد لفعل القسم من جهة أن ( ما ) كاللام في القسم ، لما فيها من التأكيد .

وقال أبو البقاء : زيادة ( ما ) مؤذنة بإرادة شدة التأكيد .

فائدة : حيث وقعت ( ما ) قبل ( ليس ) أو ( لم ) أو ( لا ) أو بعد ( إلا ) فهي موصولة ، نحو : ما ليس لي بحق [ المائدة : 116 ] . ( ما لم يعلم ) [ العلق : 5 ] . ما لا تعلمون [ البقرة : 30 ] . ( إلا ما علمتنا ) [ البقرة : 32 ] .

[ ص: 532 ] وحيث وقعت بعد كاف التشبيه فهي مصدرية ، وحيث وقعت بعد الباء فإنها تحتملهما ، نحو : بما كانوا يظلمون [ الأعراف : 162 ] .

وحيث وقعت بين فعلين سابقهما علم أو دراية أو نظر ، احتملت الموصولة والاستفهامية ، نحو : وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون [ البقرة : 33 ] وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [ الأحقاف : 9 ] .

ولتنظر نفس ما قدمت لغد [ الحشر : 18 ] .

وحيث وقعت في القرآن قبل ( إلا ) فهي نافية ، إلا في ثلاثة عشر موضعا :

مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا [ البقرة : 229 ] . فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون [ البقرة : 237 ] . ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين [ النساء : 19 ] . ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف [ النساء : 22 ] . وما أكل السبع إلا ما ذكيتم [ المائدة : 3 ] . ولا أخاف ما تشركون به إلا [ الأنعام : 80 ] . وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا [ الأنعام : 119 ] . ما دامت السماوات والأرض إلا في موضعي هود . فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا [ يوسف : 47 ] ، ما قدمتم لهن إلا [ يوسف : 48 ] . وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله [ الكهف : 16 ] . وما بينهما إلا بالحق [ الحجر : 85 ] حيث كان .

التالي السابق


الخدمات العلمية