تنبيه : قال
ابن الحصار : إنما
يرجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو عن صحابي يقول : آية كذا نسخت كذا .
قال : وقد
يحكم به عند وجود التعارض المقطوع به من علم التاريخ ، ليعرف المتقدم والمتأخر .
قال :
ولا يعتمد في النسخ قول عوام المفسرين ، بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صحيح ، ولا معارضة بينة ; لأن النسخ يتضمن رفع حكم وإثبات حكم تقرر في عهده صلى الله عليه وسلم والمعتمد فيه النقل والتاريخ دون الرأي والاجتهاد .
قال : والناس في هذا بين طرفي نقيض ، فمن قائل : لا يقبل في النسخ أخبار الآحاد العدول ; ومن متساهل يكتفي فيه بقول مفسر أو مجتهد . والصواب خلاف قولهما . انتهى .
الضرب الثالث :
ما نسخ تلاوته دون حكمه : وقد أورد بعضهم فيه سؤالا وهو : ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم ؟ وهلا بقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها ؟
وأجاب صاحب الفنون : بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به ، فيسرعون بأيسر شيء ، كما سارع
الخليل إلى ذبح ولده بمنام ، والمنام أدنى طريق الوحي .
[ ص: 662 ] وأمثلة هذا الضرب كثيرة .
قال
أبو عبيد : حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم ، عن
أيوب ، عن
نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : لا يقولن أحدكم : قد أخذت القرآن كله ، وما يدريه ما كله ! قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر .
وقال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، عن
عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائتي آية ، فلما كتب
عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن .
وقال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16874المبارك بن فضالة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش قال : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : كأي تعد سورة الأحزاب ؟ قلت اثنتين وسبعين آية أو ثلاثة وسبعين آية . قال : إن كانت لتعدل سورة البقرة ; وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم . قلت : وما آية الرجم ؟ قال ( إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ) .
وقال : حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن
الليث ، عن
خالد بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن عثمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل : أن خالته قالت : لقد أقرأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية الرجم ( الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة بما قضيا من اللذة ) .
وقال : حدثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أخبرني
ابن أبي حميد ، عن
حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ علي أبي - وهو ابن ثمانين سنة - في مصحف
عائشة ( إن الله وملائكته
[ ص: 663 ] يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأول ) . قالت : قبل أن يغير
عثمان المصاحف .
وقال : حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=397أبي واقد الليثي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=979739كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوحي إليه أتيناه ، فعلمنا مما أوحي إليه . قال : فجئت ذات يوم فقال : إن الله يقول : ( إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ولو أن لابن آدم واديا لأحب أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) .
وأخرج
الحاكم في المستدرك :
nindex.php?page=hadith&LINKID=979740عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين [ البينة : 1 ] ومن بقيتها : ( لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيا ، وإن سأل ثانيا فأعطيه سأل ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . . وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره ) .
وقال
أبو عبيد : حدثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، عن
أبي حرب بن أبي الأسود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، قال : نزلت سورة نحو براءة ، ثم رفعت ، وحفظ منها : ( أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ، ولو أن لابن آدم واديين من
[ ص: 664 ] مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم : عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، قال : كنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيناها ، غير أني حفظت منها : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) .
وقال
أبو عبيد : حدثنا
حجاج ، عن
سعيد ، عن
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة ، عن
عدي بن عدي ، قال : قال
عمر كنا نقرأ : ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ) . ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=47لزيد بن ثابت : أكذلك ؟ قال : نعم .
وقال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر الجمحي ، وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ، قال : قال
عمر nindex.php?page=showalam&ids=38لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا : ( أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ) ؟ فإنا لا نجدها ! قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن .
وقال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
يزيد بن عمرو المعافري ، عن
أبي سفيان الكلاعي : أن
nindex.php?page=showalam&ids=209مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف ؟ فلم يخبروه - وعندهم
أبو الكنود سعد بن مالك - فقال
مسلمة : ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=979741قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكانا يقرآن بها ، فقاما ذات ليلة يصليان ، فلم يقدرا منها على حرف ، فأصبحا غاديين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذكرا ذلك له ، فقال : ( إنها مما نسخ فالهوا عنها ) .
[ ص: 665 ] وفي الصحيحين : عن
أنس - في قصة أصحاب
بئر معونة الذين قتلوا ، وقنت يدعو على قاتليهم - قال
أنس ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع : ( أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) .
وفي المستدرك : عن
حذيفة ، قال : ما تقرءون ربعها . يعني ( براءة ) .
قال
الحسين بن المنادي في كتابه " ( الناسخ والمنسوخ ) : ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه ، سورتا القنوت في الوتر ، وتسمى سورتي الخلع والحفد .