النوع التاسع :
عطف الخاص على العام .
وفائدته التنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنس العام ، تنزيلا للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات .
[ ص: 119 ] وحكى
أبو حيان عن شيخه
أبي جعفر بن الزبير أنه كان يقول : هذا العطف يسمى بالتجريد كأنه جرد من الجملة ، وأفرد بالذكر تفضيلا .
ومن أمثلته :
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى [ البقرة : 238 ] ،
من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال [ البقرة : 98 ] ،
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [ آل عمران : 104 ] ،
والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة [ الأعراف : 104 ] ، فإن إقامتها من جملة التمسك بالكتاب ، وخصت بالذكر إظهارا لرتبتها لكونها عماد الدين ، وخص
جبريل وميكائيل بالذكر ردا على اليهود في دعوى عداوته ، وضم إليه
ميكائيل لأنه ملك الرزق الذي هو حياة الأجساد ، كما أن
جبريل ملك الوحي الذي هو حياة القلوب والأرواح .
وقيل : إن
جبريل وميكائيل لما كانا أميري الملائكة لم يدخلا في لفظ الملائكة أولا ، كما أن الأمير لا يدخل في مسمى الجند . حكاه
الكرماني في العجائب .
ومن ذلك :
ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه [ النساء : 110 ] ،
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء [ الأنعام : 93 ] ، بناء على أنه لا يختص بالواو ، كما هو رأي
ابن مالك فيه وفيما قبله .
وخص المعطوف في الثانية بالذكر تنبيها على زيادة قبحه .
تنبيه : المراد بالخاص والعام هنا ما كان فيه الأول شاملا للثاني لا المصطلح عليه في الأصول .