النوع الرابع عشر :
الإيغال وهو الإمعان :
وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها .
وزعم بعضهم أنه خاص بالشعر ، ورد بأنه وقع في القرآن من ذلك :
ياقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون [ يس : 20 ، 21 ] ، فقوله : (
وهم مهتدون ) إيغال ؛ لأنه يتم المعنى بدونه ؛ إذ الرسول مهتد لا محالة ، لكن فيه زيادة مبالغة في الحث على اتباع الرسل والترغيب فيه .
وجعل
ابن أبي الإصبع منه :
ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين [ النمل : 80 ] ، فإن قوله : (
إذا ولوا مدبرين ) زائد على المعنى ، مبالغة في عدم انتفاعهم .
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون [ المائدة : 50 ] ، زائد على المعنى لمدح المؤمنين والتعريض بالذم لليهود ، وأنهم بعيدون عن الإيقان .
إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [ الذاريات : 23 ] ، فقوله : ( مثل ما ) إلى آخره . . إيغال زائد على المعنى لتحقيق هذا الوعد ، وأنه واقع معلوم ضرورة ، لا يرتاب فيه أحد .