فصل .
في آداب كتابته .
يستحب
كتابة المصحف ، وتحسين كتابته وتبيينها وإيضاحها ، وتحقيق الخط دون مشقة وتعليقه فيكره ، وكذا كتابته في الشيء الصغير .
[ ص: 416 ] أخرج
أبو عبيد في فضائله ، عن
عمر أنه وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق ، فكره ذلك وضربه ، وقال : عظموا كتاب الله .
وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به .
وأخرج
عبد الرزاق عن
علي : أنه كان يكره أن تتخذ المصاحف صغارا .
وأخرج
أبو عبيد عنه : أنه كره أن يكتب القرآن في الشيء الصغير .
وأخرج هو
والبيهقي في الشعب عن
أبي حكيمة العبدي قال : مر بي علي وأنا أكتب مصحفا فقال : أجل قلمك ، فقضمت من قلمي قضمة ، ثم جعلت أكتب ، فقال : نعم هكذا نوره كما نوره الله .
وأخرج
البيهقي عن
علي موقوفا قال : تنوق رجل في بسم الله الرحمن الرحيم فغفر له .
وأخرج
أبو نعيم في تاريخ
أصبهان وابن أشتة في المصاحف ، من طريق
أبان ، عن
أنس مرفوعا :
من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة غفر الله له .
[ ص: 417 ] وأخرج
ابن أشتة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز : أنه كتب إلى عماله : إذا كتب أحدكم ( بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن .
وأخرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت : أنه كان يكره أن تكتب بسم الله الرحمن الرحيم ليس لها سين .
وأخرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب : أن كاتب
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص كتب إلى
عمر ، فكتب ( بسم الله ولم يكتب لها سينا ، فضربه
عمر فقيل له : فيم ضربك أمير المؤمنين ؟ قال : ضربني في سين .
وأخرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : أنه كان يكره أن تمد الباء إلى الميم حتى نكتب السين .
وأخرج
ابن أبي داود في المصاحف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : أنه كره أن يكتب المصحف مشقا قيل : لم ؟ قال : لأن فيه نقصا .
وتحرم كتابته بشيء نجس : وأما بالذهب فهو حسن ، كما قاله الغزالي .
وأخرج
أبو عبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأبي ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء : أنهم كرهوا ذلك .
وأخرج عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أنه مر عليه مصحف زين بالذهب فقال : إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق .
قال أصحابنا : وتكره كتابته على الحيطان والجدران ، وعلى السقوف أشد كراهة ، لأنه يوطأ .
وأخرج
أبو عبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، قال : لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ .
[ ص: 418 ] وهل تجوز كتابته بقلم غير العربي ؟ قال
الزركشي : لم أر فيه كلاما لأحد من العلماء .
قال : ويحتمل الجواز; لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية والأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير لسان العرب ، ولقولهم : القلم أحد اللسانين ، والعرب لا تعرف قلما غير العربي ، وقد قال الله تعالى :
بلسان عربي مبين [ الشعراء : 195 ] . انتهى .