قال تعالى : (
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ( 85 ) ) .
قوله تعالى : (
ومن يبتغ غير ) : الجمهور على إظهار الغينين وروي عن
أبي عمرو الإدغام ، وهو ضعيف ; لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة . و ( دينا ) : تمييز ، ويجوز أن يكون مفعول يبتغ . و ( غير ) : صفة قدمت عليه فصارت حالا . (
وهو في الآخرة من الخاسرين ) : هو في الإعراب مثل قوله : (
وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [ البقرة : 130 ] وقد ذكر .
قال تعالى : (
كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ( 86 ) ) .
قوله تعالى : (
كيف يهدي الله ) : حال أو ظرف ، والعامل فيها يهدي ، وقد تقدم نظيره . ( وشهدوا ) : فيه ثلاثة أوجه : أحدها هو حال من الضمير في كفروا ، وقد معه مقدرة ، ولا يجوز أن يكون العامل يهدي ; لأنه يهدي من " شهد أن الرسول حق " . والثاني : أن يكون معطوفا على كفروا ; أي كيف يهديهم بعد اجتماع الأمرين . والثالث : أن يكون التقدير : وأن شهدوا ; أي بعد أن آمنوا ، وأن شهدوا فيكون في موضع جر .
قال تعالى : (
أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 87 ) ) .
قوله تعالى : (
أولئك ) : مبتدأ و (
جزاؤهم ) : مبتدأ ثان ; و (
أن عليهم لعنة الله ) : أن واسمها وخبرها خبر جزاء ; أي جزاؤهم اللعنة . ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال .
[ ص: 224 ] قال تعالى : (
خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 88 ) ) .
قوله تعالى : (
خالدين فيها ) : حال من الهاء والميم في عليهم ، والعامل فيها الجار ، أو ما يتعلق به ، وفيها : يعني اللعنة .
قال تعالى : (
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ( 91 ) ) .
قوله تعالى : (
ذهبا ) : تمييز ، والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب .
قال تعالى : (
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ( 92 ) ) .
قوله تعالى : ( مما تحبون ) : " ما " بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة . ولا يجوز أن تكون مصدرية ; لأن المحبة لا تنفق . فإن جعلت المصدر بمعنى المفعول ، فهو جائز على رأي أبي علي . (
وما تنفقوا من شيء ) : قد ذكر نظيره في البقرة . والهاء في : به تعود على " ما " أو على " شيء " .