قال تعالى : (
وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) ( 137 ) .
قوله تعالى : (
وكذلك زين ) : يقرأ بفتح الزاي والياء على تسمية الفاعل ، وهو : شركاؤهم ، والمفعول " قتل " ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول .
ويقرأ بضم الزاي ، وكسر الياء على ما لم يسم فاعله . و " قتل " بالرفع على أنه القائم مقام الفاعل ، و " أولادهم " بالنصب على أنه مفعول القتل ، و " شركائهم " بالجر على الإضافة ، وقد فصل بينهما بالمفعول ، وهو بعيد ، وإنما يجيء في ضرورة الشعر .
ويقرأ كذلك إلا أنه بجر أولادهم على الإضافة ، و " شركائهم " بالجر أيضا على البدل من الأولاد ؛ لأن أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما .
[ ص: 404 ] ويقرأ كذلك إلا أنه برفع الشركاء . وفيه وجهان : أحدهما : أنه مرفوع بفعل محذوف ، كأنه قال : من زينه ؟ ، فقال : شركاؤهم ؛ أي : زينه شركاؤهم ، والقتل في هذا كله مضاف إلى المفعول .
والثاني : أن يرتفع شركاؤهم بالقتل ؛ لأن الشركاء تثير بينهم القتل قبله ، ويمكن أن يكون القتل يقع منهم حقيقة . (
وليلبسوا ) : بكسر الباء من لبست الأمر بفتح الباء في الماضي إذا شبهته .
ويقرأ في الشاذ بفتح الباء قيل : إنها لغة . وقيل : جعل الدين لهم كاللباس عليهم .
قال تعالى : (
وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ) ( 138 ) .
قوله تعالى : (
لا يطعمها ) : في موضع رفع كالذي قبله .
والجمهور على كسر الحاء في " حجر " وسكون الجيم ، ويقرأ بضمهما وضم الحاء وسكون الجيم ، ومعناه محرم ، والقراءات لغات فيها .
[ ص: 405 ] ويقرأ : " حرج " بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم ، وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء ، ولكنه خفف ، ونقل مثل فخذ وفخذ .
وقيل : هو من المقلوب مثل عميق ومعيق . (
بزعمهم ) : متعلق بقالوا ، ويجوز فتح الزاي وكسرها وضمها ، وهي لغات .
( افتراء ) : منصوب على المصدر ؛ لأن قولهم المحكي بمعنى افتروا .
وقيل : هو مفعول من أجله ، فإن نصبته على المصدر كان قوله : " عليه " متعلقا بقالوا لا بنفس المصدر ، وإن جعلته مفعولا من أجله علقته بنفس المصدر ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء .
قال تعالى : (
وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم ) ( 139 ) .
قوله تعالى : (
ما في بطون ) : " ما " بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء ، و ( خالصة ) : خبره ، وأنث على المعنى ؛ لأن ما في البطون أنعام .
وقيل : التأنيث على المبالغة كعلامة ونسابة .
و (
لذكورنا ) : متعلق بخالصة ، أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة .
(
ومحرم ) : جاء على التذكير حملا على لفظ " ما " ويقرأ " خالص " بغير تاء على الأصل ، ويقرأ " خالصة " بالتأنيث والنصب على الحال ، والعامل فيها ما في بطونها من معنى الاستقرار ، والخبر لذكورنا ، ولا يعمل في الحال ؛ لأنه لا يتصرف . وأجازه الأخفش .
ويقرأ " خالصة " بالرفع والإضافة إلى هاء الضمير ، وهو مبتدأ ، وللذكور خبره ، والجملة خبر " ما " . (
يكن ميتة ) : يقرأ بالتاء ؛ ونصب " ميتة " ، أي : إن تكن الأنعام ميتة .
[ ص: 406 ] ويقرأ بالياء حملا على لفظ " ما " . ويقرأ بالتاء ، ورفع " ميتة " على أن " كان " هي التامة .
(
فهم فيه ) : ذكر الضمير حملا على " ما " .
قال تعالى : (
قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ) ( 140 ) .
قوله تعالى : (
قتلوا أولادهم ) : يقرأ بالتخفيف والتشديد على التكثير .
و : (
سفها ) : مفعول له ، أو على المصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام . (
بغير علم ) : في موضع الحال . و ( افتراء ) : مثل الأول .