قال تعالى : (
والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) ( 8 ) .
قوله تعالى : (
والوزن ) : فيه وجهان : أحدهما : هو مبتدأ ، و ( يومئذ ) : خبره ، والعامل في الظرف محذوف ؛ أي والوزن كائن يومئذ . و ( الحق ) : صفة للوزن ، أو خبر مبتدأ محذوف . والثاني : أن يكون الوزن خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : هذا الوزن . ويومئذ ظرف ، ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة ؛ لئلا يفصل بين الموصول وصلته .
قال تعالى : (
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) ( 9 ) .
قوله تعالى : (
بما كانوا ) : " ما " مصدرية ؛ أي : بظلمهم ، والباء متعلقة بخسروا .
قوله تعالى : (
معايش ) : الصحيح أن الياء لا تهمز هنا ؛ لأنها أصلية ، وحركت لأنها في الأصل محركة ، ووزنها معيشة كمحبسة ، وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح ، وأعلت بالتسكين في الواحد كما أعلت في يعيش ، وهمزها قوم ، وهو بعيد جدا ، ووجهه أنه شبه الأصلية الزائدة ، نحو سفينة وسفائن . (
قليلا ما تشكرون ) : مثل الذي تقدم .
قال تعالى : (
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) ( 11 ) .
قوله تعالى : (
ولقد خلقناكم ) : أي إياكم . وقيل : الكاف للجنس المخاطب ، وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت . (
لم يكن ) : في موضع الحال .
قال تعالى : (
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ( 12 ) .
[ ص: 417 ] قوله تعالى : ( ألا ) : في موضع الحال . و ( إذ ) : ظرف لتسجد .
قوله تعالى : (
خلقتني من نار ) : الجار في موضع الحال ؛ أي : خلقتني كائنا من نار ، ويجوز أن يكون لابتداء الغاية ، فيتعلق بخلقتني ، ولا زائدة ؛ أي : وما منعك أن تسجد .
قال تعالى : (
قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ) ( 13 ) .
قوله تعالى : ( فيها ) : يجوز أن يكون حالا ، ويجوز أن يكون ظرفا .
قال تعالى : (
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) ( 16 ) .
قوله تعالى : ( فبما ) : الباء تتعلق بـ (
لأقعدن ) وقيل : الباء بمعنى اللام . (
صراطك ) : ظرف . وقيل التقدير : على صراطك .
قال تعالى : (
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) ( 17 ) .
قوله تعالى : (
وعن شمائلهم ) : هو جمع شمال ، ولو جمع أشملة وشملاء جاز .
قال تعالى : (
قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ) ( 18 ) .
قوله تعالى : (
مذءوما ) : يقرأ بالهمز ، وهو من ذأمته إذا عبته ، ويقرأ : " مذوما " بالواو من غير همز ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها . والثاني : أن يكون أصله مذيما ؛ لأن الفعل منه ذامه يذيمه ذيما ، فأبدلت الياء واوا ، كما قالوا في مكيل : مكول ، وفي مشيب : مشوب ، وهو وما بعده حالان ، ويجوز أن يكون " مدحورا " حالا من الضمير في " مذءوما " . : ( لمن ) : في موضع رفع بالابتداء ، وسد القسم المقدر وجوابه مسد الخبر ، وهو قوله : (
لأملأن ) . و ( منكم ) : خطاب لجماعة ، ولم يتقدم إلا خطاب واحد ، ولكن نزله منزلة الجماعة ؛ لأنه رئيسهم ، أو لأنه رجع من الغيبة إلى الخطاب ، والمعنى واحد .
قال تعالى : (
ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) ( 19 ) .
قوله تعالى : (
هذه الشجرة ) : يقرأ هذي بغير هاء ، والأصل في " ذا " : ذي لقولهم في التصغير : ذيا فحذفت الياء الثانية تخفيفا ، وقلبت الياء الأولى ألفا ؛ لئلا تبقى مثل كي ، فإذا خاطبت المؤنث ، ردت الياء ، وكسرت الذال ؛ لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير . وأما الهاء فجعلت عوضا من المحذوف حين رد إلى الأصل ، ووصلت بياء ؛ لأنها مثل هاء الضمير في اللفظ .