قال تعالى : (
وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) ( 102 ) .
قوله تعالى : (
لأكثرهم ) : هو حال من " عهد " . ومن زائدة ؛ أي : ما وجدنا عهدا لأكثرهم .
(
وإن وجدنا ) : مخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف ؛ أي : وإنا وجدنا . واللام في " لفاسقين " لازمة لها ؛ لتفصل بين أن المخففة وبين إن بمعنى " ما " ، وقال الكوفيون : من الثقيلة " إن " بمعنى " ما " ، وقد ذكر في البقرة عند قوله : (
وإن كانت لكبيرة ) [ البقرة : 143 ] .
[ ص: 436 ] قوله تعالى : (
كيف كان ) : كيف في موضع نصب خبر كان . (
عاقبة ) : اسمها ، والجملة في موضع نصب بـ " فانظر " .
قال تعالى : (
حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل ) ( 105 ) .
قوله تعالى : (
حقيق ) : هو مبتدأ ، وخبره " أن لا أقول " على قراءة من شدد الياء في " علي " ، و " علي " متعلق بـ " حقيق " ، والجيد أن يكون " أن لا " فاعل " حقيق " ؛ لأنه ناب عن حق علي ، ويقرأ على إلا ، والمعنى واجب بأن لا أقول ، وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول ، أو خبر ثان ، كما تقول أنا حقيق بكذا ؛ أي : أحق . وقيل : المعنى على قراءة من شدد الياء أن يكون " حقيق " صفة لرسول ، وما بعده مبتدأ وخبر ؛ أي : على قول الحق .
قال تعالى : (
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) ( 107 ) .
قوله تعالى : (
فإذا هي ) : " إذا " للمفاجأة ، وهي مكان ، وما بعدها مبتدأ . و (
ثعبان ) : خبره . وقيل : هي ظرف زمان ، وقد أشبعنا القول فيها فيما تقدم .
قال تعالى : (
يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون ) ( 110 ) .
قوله تعالى : (
فماذا تأمرون ) : هو مثل قوله : (
ماذا ينفقون ) . وقد ذكر في البقرة ، وفي المعنى وجهان : أحدهما : أنه من تمام الحكاية عن قول الملأ . والثاني : أنه مستأنف من قول فرعون تقديره : فقال ماذا تأمرون ، ويدل عليه ما بعده ، وهو قوله : "
قالوا أرجه وأخاه " ، و " أرجئه " : يقرأ بالهمزة وضم الهاء من غير إشباع ، وهو الجيد ، وبالإشباع وهو ضعيف ؛ لأن الهاء خفية ؛ فكأن الواو التي بعدها تتلو الهمزة ، وهو قريب من الجمع بين ساكنين ، ومن هنا ضعف قولهم : عليه مال بالإشباع .
ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز ، وهو ضعيف ؛ لأن الهمز حرف صحيح ساكن ، فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر ، ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم ، والحاجز غير حصين .
ويقرأ من غير همز : من أرجيت بالياء ، ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها ، ومنهم من لا يشبعها ، ومنهم من يسكنها ، وقد بينا ذلك في (
يؤده إليك ) [ آل عمران : 75 ] .
[ ص: 437 ] قال تعالى : (
يأتوك بكل ساحر عليم ) ( 112 ) .
قوله تعالى : (
بكل ساحر ) : يقرأ بألف بعد السين ، وألف بعد الحاء مع التشديد ، وهو الكثير .
قال تعالى : (
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ) ( 113 ) .
قوله تعالى : (
أئن لنا ) : يقرأ بهمزتين على الاستفهام والتحقيق والتليين على ما تقدم ، وبهمزة واحدة على الخبر .
قال تعالى : (
قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ) ( 115 ) .
قوله تعالى : (
إما أن تلقي ) : في موضع أن والفعل وجهان : أحدهما : رفع ؛ أي : أمرنا إما الإلقاء . والثاني : نصب ؛ أي : إما أن تفعل الإلقاء .
قال تعالى : (
قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) ( 116 ) .
قوله تعالى : (
واسترهبوهم ) : أي : طلبوا إرهابهم . وقيل : هو بمعنى أرهبوهم ، مثل قر واستقر .