قال تعالى : (
وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ) ( 117 ) .
[ ص: 438 ] قوله تعالى : (
أن ألق ) : يجوز أن تكون أن المصدرية ، وأن تكون بمعنى أي . (
فإذا هي تلقف ) : يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف مع تخفيف التاء مثل تكلم . ويقرأ " تلقف " بتشديد القاف أيضا ، والأصل تتلقف ، فأدغمت الأولى في الثانية ، ووصلت بما قبلها فأغنى عن همزة الوصل ، ويقرأ بسكون اللام وفتح القاف ، وماضيه لقف مثل علم .
قال تعالى : (
قالوا آمنا برب العالمين ) ( 121 ) (
رب موسى وهارون ) ( 122 ) .
قوله تعالى : (
قالوا آمنا ) : يجوز أن يكون حالا ؛ أي : فانقلبوا صاغرين قد قالوا . ويجوز أن يكون مستأنفا . (
رب موسى ) : بدل مما قبله .
قال تعالى : (
قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ) ( 123 ) .
قوله تعالى : (
قال فرعون آمنتم ) : يقرأ بهمزتين على الاستفهام ، ومنهم من يحقق الثانية ، ومنهم من يخففها ، والفصل بينهما بألف بعيد ؛ لأنه يصير في التقدير : كأربع ألفات .
ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر ، فيجوز أن يكون خبرا في المعنى ، وأن يكون حذف همزة الاستفهام .
وقرئ : " فرعون وأمنتم " بجعل الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها .
قال تعالى : (
وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) ( 126 ) .
[ ص: 439 ] قوله تعالى : (
وما تنقم ) : يقرأ بكسر القاف وفتحها ، وقد ذكر في المائدة .
قال تعالى : (
وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ) ( 127 ) .
قوله تعالى : (
ويذرك ) : الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا ، وسكنها بعضهم على التخفيف ، وضمها بعضهم ؛ أي : وهو يذرك . ويقرأ : " وإلهتك " مثل العبادة والزيارة ، وهي العبادة .
قال تعالى : (
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( 128 ) .
قوله تعالى : (
يورثها ) : يجوز أن يكون مستأنفا . وأن يكون حالا من " الله " .
قال تعالى : (
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) ( 130 ) .
قوله تعالى : (
بالسنين ) : الأصل في سنة سنهة ، فلامها هاء ؛ لقولهم عاملته مسانهة . وقيل : لامها واو لقولهم سنوات . وأكثر العرب تجعلها كـ " الزيدون " ، ومنهم من يجعل النون حرف الإعراب ، وكسرت سينها إيذانا بأنها جمعت على غير القياس . (
من الثمرات ) : متعلق بنقص ، والمعنى : وبتنقص الثمرات .
قال تعالى : (
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ( 130 ) .
قوله تعالى : (
يطيروا ) : أي : يتطيروا ، وقرئ شاذا " تطيروا " على لفظ الماضي .
(
طائرهم ) : على لفظ الواحد ، ويقرأ طيرهم ، وقد ذكر مثله في آل عمران .