قال تعالى : (
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) ( 132 ) .
قوله تعالى : (
مهما ) : فيها ثلاثة أقوال : أحدها : أن " مه " بمعنى اكفف ؛ و " ما " اسم للشرط كقوله : (
ما يفتح الله للناس من رحمة ) [ فاطر : 2 ] . والثاني : أن أصل " مه " ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله : (
فإما يأتينكم ) [ البقرة : 38 ] ثم أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد .
[ ص: 440 ] والثالث : أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة ، وموضع الاسم على الأقوال كلها نصب بـ : " تأتينا " والهاء في " به " تعود على ذلك الاسم .
قال تعالى : (
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) ( 133 ) .
قوله تعالى : (
الطوفان ) : قيل هو مصدر . وقيل هو جمع طوفانة ، وهو الماء المغرق الكثير . (
والجراد ) : جمع جرادة ، الذكر والأنثى سواء . (
والقمل ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم . قيل : هما لغتان . وقيل : هما القمل المعروف في الثياب ونحوها ، والمشدد يكون في الطعام . (
آيات ) : حال من الأشياء المذكورة .
قال تعالى : (
ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ) ( 134 ) .
قوله تعالى : (
بما عهد عندك ) : يجوز أن تتعلق الباء بادع ؛ أي : بالشيء الذي علمك الله الدعاء به ، ويجوز أن تكون الباء للقسم .
قال تعالى : (
فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ) ( 135 ) .
(
إذا هم ينكثون ) : هم مبتدأ ، وينكثون الخبر ، وإذا للمفاجأة ، وقد تقدم ذكرها .