قال تعالى : (
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ( 172 )
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) ( 173 ) .
قوله تعالى : (
وإذ أخذ ) : أي : واذكر . (
من ظهورهم ) : بدل من بني
آدم ؛ أي : من ظهور بني
آدم ، وأعاد حرف الجر مع البدل ، وهو بدل الاشتمال . (
أن تقولوا ) : بالياء والتاء ، وهو مفعول له ؛ أي : مخافة أن تقولوا ، وكذلك : (
أو تقولوا ) .
[ ص: 450 ] قال تعالى : (
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ( 176 ) .
قوله تعالى : (
إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) : الكلام كله حال من الكلب تقديره : يشبه الكلب لاهثا في كل حال .
قال تعالى : (
ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ) ( 177 ) .
قوله تعالى : (
ساء ) : هو بمعنى بئس ، وفاعله مضمر ؛ أي : ساء المثل . و (
مثلا ) : مفسر " القوم " ؛ أي : مثل القوم ، لا بد من هذا التقدير ؛ لأن المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس ، والفاعل المثل ، والقوم ليس من جنس المثل ، فلزم أن يكون التقدير : مثل القوم ، فحذفه وأقام القوم مقامه .
قوله تعالى : (
لجهنم ) : يجوز أن يتعلق بذرأنا ؛ وأن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من : كثير ؛ أي : كثيرا لجهنم ، و (
من الجن ) : نعت لكثير . (
لهم قلوب ) : نعت لكثير أيضا .
قال تعالى : (
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) ( 180 ) .
قوله تعالى : (
الأسماء الحسنى ) : الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع ، وأنث لتأنيث الجمع . (
يلحدون ) : يقرأ بضم الياء وكسر الحاء ، وماضيه ألحد ، وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد ، وهما لغتان .
قال تعالى : (
وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) ( 181 ) .
قوله تعالى : (
وممن خلقنا ) : نكرة موصوفة ، أو بمعنى الذي .
قال تعالى : (
والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ( 182 ) .
قوله تعالى : (
والذين كذبوا ) : مبتدأ ، و (
سنستدرجهم ) : الخبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسره المذكور ؛ أي : سنستدرج الذين .
[ ص: 451 ] قال تعالى : (
وأملي لهم إن كيدي متين ) ( 183 ) .
قوله تعالى : (
وأملي ) : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : وأنا أملي . ويجوز أن يكون معطوفا على " نستدرج " ، وأن يكون مستأنفا .
قال تعالى : (
أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ) ( 184 ) .
قوله تعالى : (
ما بصاحبهم ) : في " ما " وجهان : أحدهما : نافية ، وفي الكلام حذف تقديره : أولم يتفكروا في قولهم به جنة . والثاني : أنها استفهام ؛ أي : أولم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله . وقيل : هي بمعنى الذي ، وعلى هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم .
قال تعالى : (
أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ) ( 185 ) .
قوله تعالى : (
وأن عسى ) : يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة ، وأن تكون مصدرية ، وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفا على ملكوت . و (
أن يكون ) : فاعل عسى ، وأما اسم يكون فمضمر فيها وهو ضمير الشأن .
و (
قد اقترب أجلهم ) : في موضع نصب خبر كان ، والهاء في " بعده " ضمير القرآن .
قال تعالى : (
من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) ( 186 ) .
قوله تعالى : (
فلا هادي ) : في موضع جزم على جواب الشرط . (
ويذرهم ) : بالرفع على الاستئناف ، وبالجزم عطفا على موضع " فلا هادي " . وقيل : سكنت لتوالي الحركات .