قال تعالى : (
إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) ( 194 ) .
قوله تعالى : (
إن الذين تدعون ) : الجمهور على تشديد النون ؛ و (
عباد ) : خبر إن . و (
أمثالكم ) : نعت له ، والعائد محذوف ؛ أي : تدعو بهم ، ويقرأ : " عبادا " ، وهو حال من العائد المحذوف ، و أمثالكم الخبر ، ويقرأ " إن " بالتخفيف ، وهي بمعنى " ما " ، وعبادا خبرها ، و " أمثالكم " يقرأ بالنصب نعتا لعبادا ، وقد قرئ أيضا : " أمثالكم " بالرفع على أن يكون عبادا حالا من العائد المحذوف ، " وأمثالكم " الخبر ، وإن بمعنى " ما " لا تعمل عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وتعمل عند
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد .
قال تعالى : (
ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون ) ( 195 ) .
قوله تعالى : (
قل ادعوا ) : يقرأ بضم اللام وكسرها ، وقد ذكرنا ذلك في قوله : (
فمن اضطر ) [ البقرة : 173 ] .
قال تعالى : (
إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) ( 196 ) .
قوله تعالى : (
إن وليي الله ) : الجمهور على تشديد الياء الأولى وفتح الثانية ، وهو الأصل ، ويقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها ، ويقرأ بفتح الياء الأولى ، ولا ياء بعدها ، وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا .
قال تعالى : (
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ( 201 ) .
قوله تعالى : ( طيف ) : يقرأ بتخفيف الياء ، وفيه وجهان : أحدهما : أصله طيف ، مثل
[ ص: 454 ] ميت ، فخفف . والثاني : أنه مصدر طاف يطيف ، إذا أحاط بالشيء . وقيل : هو مصدر يطوف ، قلبت الواو ياء ، وإن كانت ساكنة ، كما قلبت في أيد ، وهو بعيد ، ويقرأ طائف على فاعل .
قال تعالى : (
وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ) ( 202 ) .
قوله تعالى : (
يمدونهم ) : بفتح الياء وضم الميم ، من مد يمد ، مثل قوله : (
ويمدهم في طغيانهم ) [ البقرة : 15 ] ويقرأ بضم الياء وكسر الميم من أمده إمدادا . (
في الغي ) : يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور ، ويجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول ، أو من ضمير الفاعل .
قال تعالى : (
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ( 204 ) .
قوله تعالى : (
فاستمعوا له ) : يجوز أن تكون اللام بمعنى لله ؛ أي : لأجله ، ويجوز أن تكون زائدة ؛ أي : فاستمعوه ، ويجوز أن تكون بمعنى إلى .
قال تعالى : (
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) ( 205 ) .
قوله تعالى : (
تضرعا وخيفة ) : مصدران في موضع الحال ، وقيل : هو مصدر لفعل من غير المذكر بل من معناه . (
ودون الجهر ) : معطوف على تضرع ، والتقدير : مقتصدين . (
بالغدو ) : متعلق باذكر . (
والآصال ) : جمع الجمع ؛ لأن الواحد أصيل ، وفعيل لا يجمع على أفعال ، بل على فعل ، ثم فعل على أفعال ، والأصل أصيل وأصل ، ثم آصال .
ويقرأ شاذا والإيصال بكسر الهمزة وياء بعدها ، وهو مصدر آصلنا إذا دخلنا في الأصيل .