قوله تعالى : ( واغلظ عليهم ومأواهم جهنم ) : إن قيل : كيف حسنت الواو هنا ، والفاء أشبه بهذا الموضع ؟ ففيه ثلاثة أوجه : [ ص: 484 ] أحدها : أنها واو الحال ، والتقدير : افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم ، وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم . والثاني : أن الواو جيء بها تنبيها على إرادة فعل محذوف تقديره : واعلم أن مأواهم جهنم . والثالث : أن الكلام محمول على المعنى . والمعنى أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الآخرة بجعل جهنم مأوى لهم .
قال تعالى : ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ) ( 74 ) .
قوله تعالى : ( ما قالوا ) : هو جواب قسم ، ويحلفون قائم مقام القسم .
قوله تعالى : ( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ) : أن وما عملت فيه مفعول " نقموا " ؛ أي : وما كرهوا إلا إغناء الله إياهم . وقيل : هو مفعول من أجله ، والمفعول به محذوف ؛ أي : ما كرهوا الإيمان إلا ليغنوا .
و ( من المؤمنين ) : حال من الضمير في " المطوعين " .
و ( في الصدقات ) : متعلق بيلمزون ، ولا يتعلق بالمطوعين لئلا يفصل بينهما بأجنبي .
( والذين لا يجدون ) : معطوف على الذين يلمزون . وقيل : على المطوعين ؛ أي : ويلمزون الذين لا يجدون . وقيل : هو معطوف على المؤمنين ، وخبر الأول على هذه الوجوه فيه وجهان : أحدهما " فيسخرون " ودخلت الفاء لما في الذين من الشبه بالشرط . والثاني : أن الخبر " سخر الله منهم " وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون الذين يلمزون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره سخر تقديره : عاب الذين يلمزون .
[ ص: 485 ] وقيل : الخبر محذوف تقديره : منهم الذين يلمزون .
قوله تعالى : ( سبعين مرة ) : هو منصوب على المصدر ، والعدد يقوم مقام المصدر ؛ كقولهم ضربته عشرين ضربة .
قال تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) ( 81 ) .
و ( خلاف رسول الله ) : ظرف بمعنى خلف ؛ أي : بعده ، والعامل فيه " مقعد " . ويجوز أن يكون العامل " فرح " . وقيل : هو مفعول من أجله ؛ فعلى هذا هو مصدر ؛ أي : لمخالفته ، والعامل المقعد أو فرح . وقيل : هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام ؛ لأن مقعدهم عنه تخلف .