[ ص: 493 ] قوله تعالى : ( من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ) : في فاعل كاد ثلاثة أوجه : أحدها : ضمير الشأن ، والجملة بعده في موضع نصب . والثاني : فاعله مضمر تقديره : من بعد ما كاد القوم ، والعائد على هذا الضمير في منهم . والثالث : فاعلها القلوب ، ويزيغ في نية التأخير ، وفيه ضمير فاعل ، وإنما يحسن ذلك على القراءة بالتاء ، فأما على القراءة بالياء فيضعف ، على أن أصل هذا التقدير ضعيف ، وقد بيناه في قوله : ( ما كان يصنع فرعون ) [ الأعراف : 137 ] .
قوله تعالى : ( وعلى الثلاثة ) : إن شئت عطفته على النبي - صلى الله عليه وسلم - أي : تاب على النبي وعلى الثلاثة ، وإن شئت على " عليهم " ؛ أي : ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة .
قال تعالى : ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ( 120 ) .
قوله تعالى : ( موطئا ) : يجوز أن يكون مكانا ، فيكون مفعولا به ، وأن يكون مصدرا مثل الموعد .
قال تعالى : ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ( 122 ) .
قوله تعالى : ( فرقة منهم ) : يجوز أن يكون " منهم " صفة لفرقة ، وأن يكون حالا من : " طائفة " .
قوله تعالى : ( عزيز عليه ) : فيه وجهان : أحدهما : هو صفة لرسول ، و " ما " مصدرية ، موضعها رفع بعزيز . والثاني : أن " ما غنمتم " مبتدأ ، و " عزيز عليه " خبر مقدم ، والجملة صفة لـ " رسول " .