قال تعالى : (
ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ( 52 ) ) .
[ ص: 34 ] قوله تعالى : (
مدرارا ) : حال من السماء ، ولم يؤنثه ; لوجهين أحدهما : أن السماء : السحاب ، فذكر مدرارا على المعنى . والثاني : أن مفعالا للمبالغة ، وذلك يستوي فيه المؤنث والمذكر ، مثل : فعول ، كصبور ، وفعيل ، كبغي .
(
إلى قوتكم ) " إلى " هنا محمولة على المعنى ، ومعنى يزدكم : يضف . ويجوز أن يكون " إلى " صفة لقوة ; فتتعلق بمحذوف ; أي قوة مضافة إلى قوتكم .
قال تعالى : (
ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ( 53 ) ) .
قوله تعالى : (
ما جئتنا ببينة ) : يجوز أن تتعلق الباء بجئت ; والتقدير : ما أظهرت بينة .
ويجوز أن تكون حالا ; أي ومعك بينة ، أو محتجا ببينة .
قال تعالى : (
إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون ( 54 ) ) .
قوله تعالى : (
إلا اعتراك ) : الجملة مفسرة لمصدر محذوف ، تقديره : إن نقول إلا قولا هو اعتراك .
ويجوز أن يكون موضعها نصبا ; أي ما نذكر إلا هذا القول .
قال تعالى : (
فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ ( 57 ) ) .
قوله تعالى : (
فإن تولوا ) : أي تتولوا ، فحذف التاء الثانية .
( يستخلف ) : الجمهور على الضم ، وهو معطوف على الجواب بالفاء .
وقد سكنه بعضهم على الموضع ، أو على التخفيف لتوالي الحركات .
قال تعالى : (
وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود ( 60 ) ) .
قوله تعالى : (
كفروا ربهم ) : هو محمول على المعنى ; أي جحدوا ربهم .
ويجوز أن يكون انتصب لما حذف الباء وقيل : التقدير : كفروا نعمة ربهم ; أي بطروها .
قال تعالى : (
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير ( 63 ) ) .
[ ص: 35 ] قوله تعالى : (
غير تخسير ) : الأقوى في المعنى أن يكون " غير " هنا استثناء في المعنى ; وهو مفعول ثان لتزيدونني ; أي فما تزيدونني إلا تخسيرا . ويضعف أن تكون صفة لمحذوف ; إذ التقدير : فما تزيدونني شيئا غير تخسير ، وهو ضد المعنى .
قال تعالى : (
فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز ( 66 ) ) .
قوله تعالى : (
ومن خزي يومئذ ) : يقرأ بكسر الميم على أنه معرب ، وانجراره بالإضافة . وبفتحها على أنه مبني مع " إذ " لأن " إذ " مبني ، وظرف الزمان إذا أضيف إلى مبني جاز أن يبنى لما في الظروف من الإبهام ; ولأن المضاف يكتسب كثيرا من أحوال المضاف إليه ; كالتعريف ، والاستفهام ، والعموم ، والجزاء .
وأما " إذ " فقد تقدم ذكرها .
قال تعالى : (
وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ( 67 ) ) .
قوله تعالى : (
وأخذ الذين ظلموا الصيحة ) : في حذف التاء ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه فصل بين الفعل والفاعل . والثاني : أن التأنيث غير حقيقي . والثالث : أن الصيحة بمعنى الصياح ، فحمل على المعنى .
قال تعالى : (
كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ( 68 ) ) .
قوله تعالى : (
كأن لم يغنوا فيها ) : قد ذكر في الأعراف .
(
لثمود ) : يقرأ بالتنوين ; لأنه مذكر ، وهو حي ، أو أبو القبيلة . وبحذف التنوين غير مصروف على أنها القبيلة .