قال تعالى : (
ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ( 37 ) ) .
قوله تعالى : (
مرحا ) : بكسر الراء حال ، وبفتحها مصدر في موضع الحال ، أو مفعول له . .
(
تخرق ) : بكسر الراء وضمها ، لغتان .
( طولا ) : مصدر في موضع الحال من الفاعل أو المفعول .
ويجوز أن يكون تمييزا ، ومفعولا له ، ومصدرا من معنى "
تبلغ " .
قال تعالى : (
كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ( 38 ) ) .
قوله تعالى : (
سيئه ) : يقرأ بالتأنيث والنصب ; أي كل ما ذكر من المناهي . وذكر " مكروها " على لفظ كل ; أو لأن التأنيث غير حقيقي .
ويقرأ بالرفع والإضافة ; أي سيئ ما ذكر .
قال تعالى : (
ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ( 39 ) ) .
قوله تعالى : (
من الحكمة ) : يجوز أن يكون متعلقا بأوحى ; وأن يكون حالا من العائد [ 74 ] المحذوف ، وأن يكون بدلا من " ما أوحى " .
قال تعالى : (
أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما ( 40 ) ) .
قوله تعالى : ( أصفاكم ) : الألف مبدلة من واو ; لأنه من الصفوة .
( إناثا ) : مفعول أول لاتخذ . والثاني محذوف ; أي أولادا .
ويجوز أن يكون اتخذ متعديا إلى واحد ، مثل . (
قالوا اتخذ الله ولدا ) [ البقرة : 116 ]
[ ص: 129 ] و (
من الملائكة ) : يجوز أن يكون حالا ; وأن يتعلق باتخذ .
قال تعالى : (
ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا ( 41 ) ) .
قوله تعالى : (
ولقد صرفنا ) : المفعول محذوف ، تقديره صرفنا المواعظ ، ونحوها .
قال تعالى : (
قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ( 42 ) ) .
قوله تعالى : (
كما يقولون ) : الكاف في موضع نصب ; أي كونا كقولهم .
قال تعالى : (
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ( 43 ) ) .
قوله تعالى : (
علوا ) : في موضع تعاليا ; لأنه مصدر قوله : " تعالى " ، ويجوز أن يقع مصدر موقع آخر من معناه .
قال تعالى : (
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ( 45 ) ) .
قوله تعالى : (
مستورا ) : أي محجوبا بحجاب آخر فوقه .
وقيل : هو مستور بمعنى ساتر .
قال تعالى : (
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ( 46 ) ) .
قوله تعالى : (
أن يفقهوه ) : أي مخافة أن يفقهوه أو كراهة . . . .
( نفورا ) : جمع نافر ; ويجوز أن يكون مصدرا كالقعود ; فإن شئت جعلته حالا ، وإن شئت جعلته مصدرا لولوا ; لأنه بمعنى نفروا .
قال تعالى : (
نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ( 47 )
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ( 48 )
وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ( 49 ) ) .
قوله تعالى : (
يستمعون به ) : قيل : الباء بمعنى اللام . وقيل : هي على بابها ; أي يستمعون بقلوبهم ، أم بظاهر أسماعهم : و " إذ " ظرف ليستمعون الأولى .
والنجوى : مصدر ، أي ذوي نجوى .
ويجوز أن يكون جمع نجي ، كقتيل وقتلى .
(
إذ يقول ) : بدل من " إذ " الأولى . وقيل : التقدير : اذكر إذ يقول .
والتاء في الرفات أصل . والعامل في " إذ " ما دل عليه مبعوثون ، لا نفس " مبعوثون " ; لأن ما بعد " أن " لا يعمل فيما قبلها .
[ ص: 130 ] و ( خلقا ) : حال ، وهو بمعنى مخلوق . ويجوز أن يكون مصدرا ; أي بعثنا بعثا جديدا .