قال تعالى : (
أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا ( 51 ) ) .
قوله تعالى : (
قل الذي فطركم ) : أي يعيدكم الذي فطركم ; وهو كناية عن الإحياء ، وقد دل عليه يعيدكم .
و (
أن يكون ) : في موضع نصب بعسى ، واسمها مضمر فيها ; ويجوز أن يكون في موضع رفع بعسى ، ولا ضمير فيها .
قال تعالى : (
يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ( 52 ) ) .
قوله تعالى : (
يوم يدعوكم ) : هو ظرف ليكون ; ولا يجوز أن يكون ظرفا لاسم كان ، وإن كان ضمير المصدر ; لأن الضمير لا يعمل .
ويجوز أن يكون ظرفا للبعث ، وقد دل عليه معنى الكلام .
ويجوز أن يكون التقدير : اذكر يوم يدعوكم .
( بحمده ) : في موضع الحال ; أي فتستجيبون حامدين . ويجوز أن تتعلق الباء بيدعوكم .
و ( تظنون ) : أي وأنتم تظنون ، فالجملة حال .
قال تعالى : (
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ( 53 ) ) .
قوله تعالى : (
يقولوا ) : قد ذكر في إبراهيم .
(
ينزغ ) : يقرأ بفتح الزاي وكسرها ; وهما لغتان .
قال تعالى : (
وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا ( 55 ) ) .
قوله تعالى : (
زبورا ) : يقرأ بالفتح والضم ، وقد ذكر في النساء ; وفيه وجهان ; أحدهما : أنه علم ; يقال : زبور ، والزبور ، كما يقال : عباس والعباس .
[ ص: 131 ] والثاني : هو نكرة ; أي كتابا من جملة الكتب .
قال تعالى : (
أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ( 57 ) ) .
قوله تعالى : ( أيهم ) : مبتدأ ، وأقرب خبره ، وهو استفهام ; والجملة في موضع نصب بيدعون .
ويجوز أن يكون أيهم بمعنى الذي ، وهو بدل من الضمير في يدعون ، والتقدير : الذي هو أقرب ، وفيها كلام طويل يذكر في " مريم " .
قال تعالى : (
وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ( 59 ) ) .
قوله تعالى : (
أن نرسل ) : أي من أن نرسل ، فهي في موضع نصب ، أو جر على الخلاف بين
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، وقد ذكرت نظائره .
(
أن كذب ) : في موضع رفع فاعل " منعنا " وفيه حذف مضاف ، تقديره : إلا إهلاك التكذيب ، وكانت عادة الله إهلاك من كذب بالآيات الظاهرة ، ولم يرد إهلاك مشركي قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم . ( مبصرة ) : أي ذات إبصار ; أي يستبصر بها .
وقيل : مبصرة : دالة ; كما يقال : للدليل : مرشد .
ويقرأ بفتح الميم والصاد ; أي تبصرة .
(
تخويفا ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال .
قال تعالى : (
وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ( 60 ) ) .
قوله تعالى : (
وإذ قلنا ) : أي اذكر .
و ( الشجرة ) : معطوف على الرؤيا ; والتقدير : وما جعلنا الشجرة إلا فتنة .
وقرئ شاذا بالرفع ، والخبر محذوف ; أي فتنة ; ويجوز أن يكون الخبر " في القرآن " . قال تعالى : (
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ( 61 ) ) .
قوله تعالى : (
طينا ) : هو حال من " من " ، أو من العائد المحذوف ; فعلى الأول يكون العامل فيه : اسجد ، وعلى الثاني : " خلقت " .
[ ص: 132 ] وقيل : التقدير : من طين ، فلما حذف الحرف ، نصب .