[ ص: 148 ] قال تعالى : (
وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ( 36 ) ) .
قوله تعالى : (
خيرا منها ) : يقرأ على الإفراد ، والضمير لجنته . وعلى التثنية ، والضمير للجنتين .
قال تعالى : (
لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ( 38 ) ) .
قوله تعالى : ( لكنا ) : الأصل : لكن أنا ، فألقيت حركة الهمزة على النون ، وقيل : حذفت حذفا ، وأدغمت النون في النون . والجيد حذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف ; لأن أنا كذلك ، والألف فيه زائدة لبيان الحركة .
ويقرأ بإثباتها في الحالين . و " أنا " مبتدأ ، و " هو " مبتدأ ثان ، و " الله " : مبتدأ ثالث ; و " ربي " الخبر ، والياء عائدة على المبتدأ الأول .
ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا ; إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو ، لأنه ضمير مرفوع ; ويجوز أن يكون اسم الله بدلا من هو .
قال تعالى : (
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ( 39 ) ) .
قوله تعالى : (
ما شاء الله ) : في " ما " وجهان ; أحدهما : هي بمعنى الذي ، وهي مبتدأ والخبر محذوف ; أو خبر مبتدأ محذوف ; أي الأمر ما شاء الله . والثاني : هي شرطية في موضع نصب بـ " يشاء " والجواب محذوف ; أي ما شاء الله كان .
(
إلا بالله ) : في موضع رفع خبره .
( أنا ) : فيه وجهان ; أحدهما : هي فاصلة بين المفعولين . والثاني : هو توكيد للمفعول الأول ، فموضعها نصب .
ويقرأ : ( أقل ) - بالرفع على أن يكون " أنا " مبتدأ ، وأقل خبره ، والجملة في موضع المفعول الثاني .
قال تعالى : (
فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ( 41 ) ) .
[ ص: 149 ] قوله تعالى : (
حسبانا ) : هو جمع حسبانة .
و ( غورا ) : مصدر بمعنى الفاعل ; أي غائرا .
وقيل : التقدير : ذا غور .
قال تعالى : (
وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ( 42 ) ) .
قوله تعالى : (
يقلب كفيه ) : هذا هو المشهور . ويقرأ " تقلب " أي تتقلب كفاه بالرفع .
(
على ما أنفق ) : يجوز أن يتعلق بيقلب ، وأن يكون حالا ; أي متحسرا على ما أنفق فيها ; أي في عمارتها .
و ( يقول ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في " يقلب " وأن يكون معطوفا على يقلب .
قال تعالى : (
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ( 43 ) ) .
قوله تعالى : (
ولم تكن له ) : يقرأ بالتاء والياء ، وهما ظاهران .
( ينصرونه ) : محمول على المعنى ; لأن الفئة ناس ، ولو كان " تنصره " لكان على اللفظ .
قوله تعالى : (
هنالك ) : فيه وجهان ; أحدهما : هو ظرف ، والعامل فيه معنى الاستقرار في " لله " ، و "
الولاية " مبتدأ ، و " لله " الخبر . والثاني : " هنالك " خبر الولاية ، و " الولاية " مرفوعة به ، و " لله " يتعلق بالظرف ، أو بالعامل في الظرف ، أو بالولاية .
ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلق بمحذوف .
و ( الولاية ) : بالكسر والفتح : لغتان . وقيل : الكسر في الإمارة ، والفتح في النصرة .
و ( الحق ) بالرفع : صفة الولاية ، أو خبر مبتدأ محذوف ; أي هي الحق ، أو هو الحق .
[ ص: 150 ] ويجوز أن يكون مبتدأ ، و " هو خير " خبره .
ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى .