قال تعالى : (
ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) .
قوله تعالى : (
ليشهدوا ) : يجوز أن تتعلق اللام بأذن ، وأن تتعلق بيأتوك . والله أعلم .
قال تعالى : (
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ( 30 ) ) .
قوله تعالى : ( ذلك ) : أي الأمر ذلك .
(
فهو خير ) : هو ضمير التعظيم الذي دل عليه يعظم .
(
إلا ما يتلى ) : يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا ; لأن بهيمة الأنعام ليس فيها محرم ; ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرم منها بسبب عارض ; كالموت ونحوه .
(
من الأوثان ) : " من " لبيان الجنس ; أي اجتنبوا الرجس من هذا القبيل ، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا .
قال تعالى : (
حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ( 31 ) ) .
قوله تعالى : (
حنفاء ) : هو حال . "
غير مشركين " كذلك .
(
فكأنما خر ) : أي يخر ، ولذلك عطف عليه قوله تعالى : " تخطفه " ويجوز أن يكون التقدير : فهو يخطفه ; فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى ، وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة .
قال تعالى : (
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ( 32 ) ) .
قوله تعالى : (
فإنها من تقوى القلوب ) : في الضمير المؤنث وجهان :
أحدهما : هو ضمير الشعائر ، والمضاف محذوف ، تقديره : فإن تعظيمها ، والعائد على " من " محذوف : أي فإن تعظيمها منه ، أو من تقوى القلوب منهم . ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير : من تقوى قلوبهم ، والألف واللام بدل من الضمير .
والوجه الثاني : أن يكون ضمير مصدر مؤنث ، تقديره : فإن العظمة أو الحرمة أو الخصلة . وتقدير العائد على ما تقدم .
قال تعالى : (
لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق ( 33 )
ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ( 34 ) ) .
[ ص: 225 ] قوله تعالى : (
لكم فيها ) : الضمير لبهيمة الأنعام .
و ( المنسك ) : يقرأ بفتح السين وكسرها ، وهما لغتان . وقيل : الفتح للمصدر ، والكسر للمكان .
قال تعالى : (
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 35 ) ) .
قوله تعالى : (
الذين إذا ذكر الله ) : يجوز أن يكون نصبا على الصفة ، أو البدل ، أو على إضمار أعني . وأن يكون رفعا على تقديره : " هم "
و (
والمقيمي الصلاة ) : الجمهور على الجر بالإضافة . وقرأ
الحسن بالنصب ، والتقدير : والمقيمين ، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة .
قال تعالى : (
والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ( 36 ) ) .
قوله تعالى : (
والبدن ) : هو جمع بدن ، وواحدته بدنة ، مثل خشبة وخشب ; ويقال هو جمع بدنة ، مثل ثمرة وثمر . ويقرأ بضم الدال مثل ثمر .
والجمهور على النصب بفعل محذوف : أي وجعلنا البدن . ويقرأ بالرفع على الابتداء .
و ( لكم ) أي من أجلكم ، فيتعلق بالفعل .
و (
من شعائر ) : المفعول الثاني .
(
لكم فيها خير ) : الجملة حال .
(
صواف ) : حال من الهاء ; أي بعضها إلى جنب بعض .
ويقرأ " صوافن " واحده صافن ; وهو الذي يقوم على ثلاث ، وعلى سنبك الرابعة ، وذلك يكون إذا عقلت البدنة .
[ ص: 226 ] ويقرأ " صوافي " أي خوالص لله تعالى .
ويقرأ بتسكين الياء ; وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص .
(
القانع ) : بالألف ، من قولك : قنع به ; إذا رضي بالشيء اليسير .
ويقرأ بغير ألف ، من قولك : قنع قنوعا ; إذا سأل .
و ( المعتر ) : المعترض . ويقرأ المعتري بفتح الياء ، وهو في معناه يقال : عرهم واعترهم وعراهم واعتراهم ; إذا تعرض بهم للطلب .
(
كذلك ) : الكاف نعت لمصدر محذوف ، تقديره : سخرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا .