[ ص: 274 ] قال تعالى : (
واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ( 184 ) ) .
قوله تعالى : (
والجبلة ) : يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد ، وهما لغتان .
قال تعالى : (
وإنه لتنزيل رب العالمين ( 192 )
نزل به الروح الأمين ( 193 ) ) .
قوله تعالى : (
وإنه ) : الهاء ضمير القرآن ، ولم يجر له ذكر .
والتنزيل بمعنى المنزل .
(
نزل به ) : يقرأ على تسمية الفاعل ، وهو "
الروح الأمين " وعلى ترك التسمية والتشديد .
ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد . و " الروح " بالنصب ؛ أي أنزل الله
جبريل بالقرآن . و " به " : حال .
قال تعالى : (
بلسان عربي مبين ( 195 ) ) .
قوله تعالى : (
بلسان ) : يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين ، وأن تكون بدلا من " به " أي نزل بلسان عربي ؛ أي برسالة ، أو لغة .
قال تعالى : (
أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ( 197 ) ) .
قوله تعالى : (
أولم يكن ) : يقرأ بالتاء ؛ وفيها وجهان : أحدهما : هي التامة ، والفاعل " آية " و "
أن يعلمه " بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أولم تحصل لهم آية . والثاني : هي ناقصة ؛ وفي اسمها وجهان ؛ أحدهما : ضمير القصة ، و " أن يعلمه " مبتدأ ، و " آية " خبر مقدم ؛ والجملة خبر كان . والثاني : اسمها " آية " وفي الخبر وجهان ؛ أحدهما : " لهم " و "
أن يعلمه " بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف .
[ ص: 275 ] والثاني : "
أن يعلمه " .
وجاز أن يكون الخبر معرفة ؛ لأن تنكير المصدر وتعريفه سواء ، وقد تخصصت " آية " بـ " لهم " ولأن علم
بني إسرائيل لم يقصد به معين .
ويقرأ بالياء ؛ فيجوز أن يكون مثل التاء ؛ لأن التأنيث غير حقيقي .
وقد قرئ على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم .
قال تعالى : (
ولو نزلناه على بعض الأعجمين ( 198 ) ) .
قوله تعالى : (
الأعجمين ) : أي الأعجميين فحذف ياء النسبة ، كما قالوا : الأشعرون أي
الأشعريون ، وواحده أعجمي ، ولا يجوز أن يكون جمع أعجم ؛ لأن مؤنثه عجماء ؛ ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح .
قال تعالى : (
كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ( 200 ) ) .
قوله تعالى : (
سلكناه ) : قد ذكر مثله في الحجر . والله أعلم .
قال تعالى : (
فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ( 202 )
فيقولوا هل نحن منظرون ( 203 ) ) .
قوله تعالى : (
فيأتيهم ) ، (
فيقولوا ) : هما معطوفان على " يروا " .
قال تعالى : (
ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ( 207 ) ) .
قوله تعالى : (
ما أغنى عنهم ) : يجوز أن يكون استفهاما ، فتكون " ما " في موضع نصب ، وأن يكون نفيا ؛ أي ما أغنى عنهم شيئا .
قال تعالى : (
ذكرى وما كنا ظالمين ( 209 ) ) .
قوله تعالى : (
ذكرى ) : يجوز أن يكون مفعولا له ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي الإنذار ذكرى .
قال تعالى : (
يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ( 223 ) ) .
قوله تعالى : (
يلقون ) : هو حال من الفاعل في " تنزل " .
قال تعالى : (
ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( 225 ) ) .
[ ص: 276 ] قوله تعالى : (
يهيمون ) : يجوز أن يكون خبر " أن " فيعمل في " في كل واد " وأن يكون حالا ، فيكون الخبر " في كل واد "
. قال تعالى : (
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( 227 ) ) .
قوله تعالى : (
أي منقلب ) : هو صفة لمصدر محذوف ، والعامل " ينقلبون " أي ينقلبون انقلابا ؛ أي منقلب ؛ ولا يعمل فيه " يعلم " لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله . والله أعلم .