قال تعالى : (
وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ( 11 )
وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ( 12 )
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 13 )
ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ( 14 )
ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ( 15 ) ) قوله تعالى : (
عن جنب ) : هو في موضع الحال إما من الهاء في " به " أي بعيدا ، أو من الفاعل في " بصرت " أي مستخفية .
ويقرأ : عن جنب ، وعن جانب والمعنى : متقارب .
و (
المراضع ) : جمع مرضعة ؛ ويجوز أن يكون جمع مرضع الذي هو مصدر .
و (
لا تحزن ) : معطوف على " تقر " .
و (
على حين غفلة ) : حال من المدينة ؛ ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ؛ أي مختلسا .
قوله تعالى : (
هذا من شيعته وهذا من عدوه ) : الجملتان في موضع نصب صفة لرجلين . قوله تعالى : (
من عمل الشيطان ) أي من تحسينه ، أو من تزيينه .
قال تعالى : (
قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ( 17 )
فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين ( 18 ) ) .
قوله تعالى : (
بما أنعمت ) : يجوز أن يكون قسما ، والجواب محذوف .
و (
فلن أكون ) : تفسير له ؛ أي لأتوبن .
ويجوز أن يكون استعطافا ؛ أي كما أنعمت علي فاعصمني فلن أكون .
و (
يترقب ) : حال مبدلة من الحال الأولى ، أو تأكيدا لها ، أو حال من الضمير في " خائفا " .
[ ص: 289 ] و ( إذا ) : للمفاجأة ، وما بعدها مبتدأ ، و " يستصرخه " الخبر ، أو حال ؛ والخبر " إذا " .
قال تعالى : (
ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ( 23 )
فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( 24 )
فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ( 25 )
قالت إحداهما ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ( 26 )
قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ( 27 ) ) .
قوله تعالى : (
يصدر ) : يقرأ بصاد خالصة ، وبزاي خالصة لتجانس الدال ، ومنهم من يجعلها بين الصاد والزاي لينبه على أصلها ؛ وهذا إذا سكنت الصاد ، ومن ضم الياء حذف المفعول ؛ أي يصدر الرعاء ماشيتهم .
والرعاء بالكسر : جمع راع ، كقائم وقيام . وبضم الراء ؛ وهو اسم للجميع ، كالتؤام والرخال . و " على استحياء " : حال .
و (
ما سقيت لنا ) : أي سقيك فهي مصدرية .
و (
هاتين ) : صفة ، والتشديد والتخفيف قد ذكر في النساء في قوله تعالى : (
واللذان ) .
و (
على أن تأجرني ) : في موضع الحال ، كقولك : أنكحتك على مائة ؛ أي مشروطا عليك ، أو واجبا عليك ونحو ذلك . ويجوز أن تكون حالا من الفاعل .
و (
ثماني ) : ظرف . قوله تعالى : (
فمن عندك ) : يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فالتمام . ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي فقد أفضلت من عندك .
قال تعالى : (
قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل ( 28 ) ) .
[ ص: 290 ] قوله تعالى : (
ذلك ) : مبتدأ . و "
بيني وبينك " : الخبر . والتقدير : بيننا .
و (
أيما ) : نصب بـ "
قضيت " وما زائدة . وقيل : نكرة ، و "
الأجلين " : بدل منها ، وهي شرطية ؛ و " فلا عدوان " جوابها .