سورة الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (
واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا ( 3 ) ) .
قوله تعالى : (
بما تعملون ) : إنما جاء بالجمع ؛ لأنه عنى بقوله تعالى : اتبع أنت وأصحابك .
ويقرأ بالياء على الغيبة .
قال تعالى : (
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( 4 ) ) .
[ ص: 316 ] قوله تعالى : ( اللاتي ) : هو جمع التي والأصل إثبات الياء ؛ ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة . ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء .
( تظاهرون ) : قد ذكر في البقرة .
قال تعالى : (
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما ( 5 ) ) .
قوله تعالى : (
هو أقسط ) : أي دعاؤكم ، فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه .
( فإخوانكم ) بالرفع ؛ أي فهم إخوانكم . وبالنصب ؛ أي فادعوهم إخوانكم .
(
ولكن ما تعمدت قلوبكم ) : " ما " في موضع جر عطفا على " ما " الأولى ؛ ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف ؛ أي تؤاخذون به .
قال تعالى : (
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا ( 6 ) ) .
قوله تعالى : (
وأزواجه أمهاتهم ) : أي مثل أمهاتهم . قوله تعالى : ( بعضهم ) : يجوز أن يكون بدلا ، وأن يكون مبتدأ . و (
في كتاب الله ) : يتعلق بأولى . وأفعل يعمل في الجار والمجرور .
[ ص: 317 ] ويجوز أن يكون حالا ؛ والعامل فيه معنى أولى ، ولا يكون حالا من " أولوا الأرحام " للفصل بينهما بالخبر ؛ ولأنه عامل إذا .
و (
من المؤمنين ) : يجوز أن يكون متصلا بأولوا الأرحام ، فينتصب على التبيين ؛ أي أعني ؛ وأن يكون متعلقا بأولى ، فمعنى الأول : وأولوا الأرحام من المؤمنين أولى بالميراث من الأجانب . وعلى الثاني : وأولوا الأرحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الأجانب .
(
إلا أن تفعلوا ) : استثناء من غير الجنس .
قال تعالى : (
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( 7 ) ) .
قوله تعالى : (
وإذ أخذنا ) : أي واذكر .
قال تعالى : (
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ( 9 ) ) .
قوله تعالى : (
إذ جاءتكم ) : هو مثل : (
إذ كنتم أعداء ) [ آل عمران : 103 ] . وقد ذكر في آل عمران .
قال تعالى : (
إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ( 10 )
هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ( 11 ) ) .
(
إذ جاءوكم ) : بدل من إذ الأولى .
و ( الظنونا ) : بالألف في المصاحف ، ووجهه أنه رأس آية فشبه بأواخر الآيات المطلقة لتتآخى رءوس الآي ومثله : الرسولا ، والسبيلا ، على ما ذكر في القراءات .
ويقرأ بغير ألف على الأصل .
والزلزال - بالكسر : المصدر .