قوله تعالى : ( ومن يقنت ) : يقرأ بالياء حملا على لفظ " من " وبالتاء على معناها ؛ ومثله : و ( تعمل صالحا ) .
[ ص: 321 ] ومنهم من قرأ الأولى بالتاء ، والثانية بالياء . وقال بعض النحويين : هذا ضعيف ؛ لأن التذكير أصل ؛ فلا يجعل تبعا للتأنيث ، وما عللوا به قد جاء مثله في القرآن ، وهو قوله تعالى : ( خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ) [ الأنعام : 139 ] .
قوله تعالى : ( وقرن ) : يقرأ بكسر القاف ، وفيه وجهان ؛ أحدهما : هو من وقر يقر إذا ثبت ، ومنه الوقار ، والفاء محذوفة . والثاني : هو من قر يقر ، ولكن حذفت إحدى الراءين ، كما حذفت إحدى اللامين في " ظلت " فرارا من التكرير .
ويقرأ بالفتح ؛ وهو من قر لا غير ، وحذفت إحدى الراءين ؛ وإنما فتحت القاف على لغة في : قررت أقر في المكان .
ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح ؛ أي أعني ، أو أخص .
قال تعالى : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ( 35 ) ) .
قوله تعالى : ( والحافظات ) : أي الحافظات فروجهن ، وكذلك " والذاكرات " أي والذاكرات الله ، وأغنى المفعول الأول عن الإعادة .