قال تعالى : (
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ( 27 )
ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ( 28 ) ) .
قوله تعالى : ( ألوانها ) : مرفوع بـ " مختلفا " .
( وجدد ) بفتح الدال : جمع جدة ، وهي الطريقة . ويقرأ بضمها ، وهو جمع جديد .
[ ص: 336 ] (
وغرابيب سود ) : الأصل : وسود غرابيب ؛ لأن الغربيب تابع للأسود ، يقال : أسود غربيب ، كما تقول : أسود حالك .
و ( كذلك ) : في موضع نصب ؛ أي اختلافا مثل ذلك .
و ( العلماء ) بالرفع ، وهو الوجه . ويقرأ برفع اسم " الله " ونصب " العلماء " على معنى : إنما يعظم الله من عباده العلماء .
قال تعالى : (
إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ( 29 )
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ( 30 ) ) .
قوله تعالى : (
يرجون تجارة ) : هو خبر إن .
و ( ليوفيهم ) : تتعلق بيرجون ، وهي لام الصيرورة . ويجوز أن تتعلق بمحذوف ؛ أي فعلوا ذلك ليوفيهم .
قال تعالى : (
والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ( 31 ) ) .
قوله تعالى : (
هو الحق ) : يجوز أن يكون " هو " فصلا ، وأن يكون مبتدأ .
و ( مصدقا ) : حال مؤكدة .
قال تعالى : (
جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ( 33 ) ) .
قوله تعالى : (
جنات عدن ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا لذلك ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ ، والخبر : " يدخلونها " وتمام الآية قد ذكر في الحج .
قال تعالى : (
الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ( 35 ) ) .
قوله تعالى : (
دار المقامة ) : مفعول " أحلنا " وليس بظرف ، لأنها محدودة .
(
لا يمسنا ) : هو حال من المفعول الأول .
قال تعالى : (
والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ( 36 ) ) .
قوله تعالى : ( فيموتوا ) : هو منصوب على جواب النفي .
و ( عنهم ) : يجوز أن يقوم مقام الفاعل .
[ ص: 337 ] و (
من عذابها ) : في موضع نصب ؛ ويجوز العكس . ويجوز أن تكون " من " زائدة ، فيتعين له الرفع .
و ( كذلك ) : في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ؛ أي نجزي جزاء مثل ذلك .
قال تعالى : (
وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير قال تعالى : ( 37 ) ) .
قوله تعالى : (
صالحا غير الذي ) : يجوز أن يكونا صفتين لمصدر محذوف ؛ أو لمفعول محذوف .
ويجوز أن يكون " صالحا " نعتا للمصدر ، و " غير الذي " : مفعول .
و (
ما يتذكر ) أي زمن ما يتذكر .
ويجوز أن تكون نكرة موصوفة ؛ أي تعميرا يتذكر فيه .
قال تعالى : (
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ( 41 )
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ( 42 )
استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( 43 ) ) .
قوله تعالى : (
أن تزولا ) : يجوز أن يكون مفعولا له ؛ أي مخافة أن تزولا ، أو عن .
و ( يمسك ) : أي يحبس .
و (
إن أمسكهما ) : أي ما يمسكهما ؛ فإن بمعنى ما ، وأمسك بمعنى يمسك .
وفاعل " زادهم " ضمير النذير .
و ( استكبارا ) : مفعول له ؛ وكذلك (
مكر الليل ) . والجمهور على تحريك الهمزة ، وقرئ بإسكانها ، وهو عند الجمهور لحن . وقيل : أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وقيل : شبه المنفصل بالمتصل ؛ لأن الياء والهمزة من كلمة ، و " إلا " كلمة أخرى ؛ فأسكن كما سكن إبل ، والله أعلم .