صفحة جزء
قال تعالى : ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ( 44 ) ) .

[ ص: 380 ] قوله تعالى : ( أأعجمي ) : على الاستفهام .

ويقرأ بهمزة واحدة وفتح العين على النسب إلى عجم .

و ( عمي ) : مصدر عمي ، مثل صدي صدى ، ويقرأ بكسر الميم ؛ أي مشكل فهو اسم فاعل . ويقرأ عمي على أنه فعل ماض ، فعلى يتعلق باسم الفاعل أو بالفعل .

وأما المصدر فلا يتعلق به لتقدمها عليه ، ولكن يجوز أن يكون على التبيين ، أو حالا منه .

قال تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ( 46 ) ) .

قوله تعالى : ( فلنفسه ) : هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فهو لنفسه .

قال تعالى : ( إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد ( 47 ) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص ( 48 ) ) قوله تعالى : ( وما تحمل ) : " ما " نافية ؛ لأنه عطف عليها " ولا تضع " ثم نقض النفي بإلا ولو كانت بمعنى الذي معطوفة على الساعة لم يستقم ذلك ؛ فأما قوله تعالى : ( وما تخرج من ثمرات ) فيجوز أن تكون بمعنى الذي ، والأقوى أن تكون نافية .

قوله تعالى : ( آذناك ) : هذا الفعل يتعدى إلى مفعول بنفسه ، وإلى آخر بحرف جر ، وقد وقع النفي وما في حيزه موقع الجار والمجرور . وقال أبو حاتم : يوقف على آذناك ، ثم يبتدأ ؛ فلا موضع للنفي .

وأما قوله تعالى : ( وظنوا ) : فمفعولاها قد أغنى عنهما ( ما لهم من محيص ) . وقال أبو حاتم : يوقف على " ظنوا " ثم أخبر عنهم بالنفي .

[ ص: 381 ] قال تعالى : ( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ( 49 ) ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ( 50 ) ) .

و ( دعاء الخير ) : مصدر مضاف إلى المفعول ، والفاعل محذوف . و ( ليقولن هذا لي ) : جواب الشرط ، والفاء محذوفة .

وقيل : هو جواب قسم محذوف .

قال تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ( 53 ) ) .

قوله تعالى : ( بربك ) : الباء زائدة ، وهو فاعل يكفي ، والمفعول محذوف ؛ أي ألم يكفك ربك . فعلى هذا " أنه " في موضع البدل من الفاعل ، إما على اللفظ ، أو على الموضع ؛ أي ألم يكفك ربك شهادته .

وقيل : في موضع نصب [ أو جر على تقدير بأنه . وقيل : " بربك " في موضع نصب ] مفعول يكفي ؛ أي ألم يكف ربك شهادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية