قوله تعالى : ( والذين يظاهرون ) : مبتدأ ، و " تحرير رقبة " : مبتدأ أيضا ؛ تقديره : فعليهم ، والجملة خبر المبتدأ ، وقوله : " من قبل أن يتماسا " محمول على المعنى ؛ أي فعلى كل واحد .
[ ص: 445 ] قوله تعالى : ( لما قالوا ) : اللام تتعلق بيعودون ، والمعنى يعودون للمقول فيه ، هذا إن جعلت " ما " مصدرية .
ويجوز أن تجعله بمعنى الذي ، ونكرة موصوفة .
وقيل : اللام بمعنى في . وقيل : بمعنى إلى . وقيل : في الكلام تقديم ؛ تقديره : ثم يعودون ، فعليهم تحرير رقبة لما قالوا . والعود هنا ليس بمعنى تكرير الفعل ؛ بل بمعنى العزم على الوطء .
قوله تعالى : ( ثلاثة ) : هو مجرور بإضافة " نجوى " إليه ؛ وهي مصدر بمعنى التناجي ، أو الانتجاء .
ويجوز أن تكون النجوى اسما للمتناجين ، فيكون " ثلاثة " صفة ، أو بدلا .
( ولا أكثر ) : معطوف على العدد . ويقرأ بالرفع على الابتداء ، وما بعده الخبر .
ويجوز أن يكون معطوفا على موضع " من نجوى " .
قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير ( 8 ) ) .
قوله تعالى : ( ويتناجون ) : يقرأ : ( وينتجون ) وهما بمعنى ؛ يقال : تناجوا وانتجوا .
[ ص: 446 ] قال تعالى : ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ( 13 ) ) .
قوله تعالى : ( فإذ لم ) : قيل : " إذ " بمعنى إذا ، كما ذكرنا في قوله تعالى : ( إذ الأغلال في أعناقهم ) [ غافر : 71 ] .
وقيل : هي بمعنى إن الشرطية ، وقيل : هي على بابها ماضية ، والمعنى : إنكم تركتم ذلك فيما مضى ، فتداركوه بإقامة الصلاة .
قال تعالى : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ( 22 ) ) .
قوله تعالى : ( يوادون ) : هو المفعول الثاني لتجد ، أو حال ، أو صفة لقوم .