قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل ( 1 ) ) .
قوله تعالى : ( تلقون ) : هو حال من ضمير الفاعل في " تتخذوا " ويجوز أن يكون مستأنفا . والباء في " بالمودة " زائدة و ( يخرجون ) : حال من الضمير في " كفروا " أو مستأنف .
و ( إياكم ) : معطوف على الرسول . و ( أن تؤمنوا ) : مفعول له معمول " يخرجون " .
وفي " يفصل " قراءات ظاهرة الإعراب ، إلا أن من لم يسم الفاعل جعل القائم مقام الفاعل " بينكم " كما ذكرنا في قوله تعالى : ( لقد تقطع بينكم ) [ الأنعام : 94 ] .
[ ص: 450 ] قال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ( 4 ) ) .
والثاني : هو متعلق بـ " حسنة " تعلق الظرف بالعامل . والثالث : أن يكون حالا من الضمير في " حسنة " . والرابع : أن يكون خبر كان ، و " لكم " تبيين . ولا يجوز أن يتعلق بأسوة ؛ لأنها قد وصفت .
و ( إذ ) : ظرف لخبر كان . ويجوز أن يكون هو خبر كان .
و ( برآء ) : جمع بريء ، مثل : ظريف وظرفاء ، وبراء بهمزة واحدة مثل : رخال ، قيل : الهمزة محذوفة . وقيل : هو جمع برأسه . وبراء بالكسر ، مثل : ظراف . وبالفتح اسم للمصدر مثل سلام ، والتقدير : إنا ذوو براء .
قوله تعالى : ( إلا قول ) : هو استثناء من غير الجنس ، والمعنى : لا تتأسوا به في الاستغفار للكفار .