سورة الحاقة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : (
الحاقة ( 1 )
ما الحاقة ( 2 )
وما أدراك ما الحاقة ( 3 ) ) .
قوله تعالى : (
الحاقة ) : قيل : هو خبر مبتدأ محذوف . وقيل : مبتدأ وما بعده الخبر على ما ذكر في الواقعة . و ( ما ) الثانية : مبتدأ ، و " أدراك " : الخبر . والجملة بعده في موضع نصب .
[ ص: 464 ] قال تعالى : (
فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ( 5 ) ) .
و ( الطاغية ) : مصدر كالعافية . وقيل : اسم فاعل بمعنى الزائدة .
قال تعالى : (
سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ( 7 ) ) .
(
سخرها ) : مستأنف ، أو صفة ، و " حسوما " : مصدر ؛ أي قطعا لهم . وقيل : هو جمع ؛ أي متتابعات . و (
صرعى ) : حال ، و " كأنهم " : حال أخرى من الضمير في صرعى .
و (
خاوية ) : على لغة من أنث النخل .
قال تعالى : (
فهل ترى لهم من باقية ( 8 ) ) .
و (
باقية ) : نعت ؛ أي حالة باقية . وقيل : هو بمعنى بقية .
قال تعالى : (
وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ( 9 ) ) .
و (
من قبله ) : أي من تقدمه بالكفر ، و ( من قبله ) : أي من عنده وفي جملته .
و (
بالخاطئة ) أي جاءوا بالفعلة ذات الخطأ على النسب ، مثل تامر ، ولابن .
قال تعالى : (
لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ( 12 ) ) .
قوله تعالى : (
وتعيها ) : هو معطوف ؛ أي ولتعيها . ومن سكن العين فر من الكسرة ، مثل فخذ .
قال تعالى : (
فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ( 13 ) ) .
(
واحدة ) : توكيد ؛ لأن النفخة لا تكون إلا واحدة .
قال تعالى : (
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ( 24 )
فيومئذ وقعت الواقعة ( 25 )
وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ( 26 ) ) .
(
وحملت الأرض ) : بالتخفيف . وقرئ مشددا ؛ أي حملت الأهوال .
[ ص: 465 ] و ( يومئذ ) : ظرف لـ " وقعت " و ( يومئذ ) : ظرف لـ "
واهية " .
قال تعالى : (
فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 )
إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 )
فهو في عيشة راضية ( 21 ) ) .
و (
هاؤم ) : اسم للفعل بمعنى خذوا . و (
كتابيه ) : منصوب باقرءوا ، لا بـ " هاؤم " ، عند البصريين ، وبهاؤم عند الكوفيين .
و ( راضية ) : على ثلاثة أوجه ؛ أحدها : هي بمعنى مرضية ، مثل دافق بمعنى مدفوق .
والثاني : على النسب ؛ أي ذات رضا ، مثل لابن وتامر .
والثالث : هي على بابها ؛ وكأن العيشة رضيت بمحلها وحصولها في مستحقها ، أو أنها لا حال أكمل من حالها ، فهو مجاز .
قال تعالى : (
ما أغنى عني ماليه ( 28 ) ) .
قوله تعالى : (
ما أغنى عني ) : يحتمل النفي والاستفهام ، والهاء في هذه المواضع لبيان الحركة لتتفق رءوس الآي .
قال تعالى : (
ثم الجحيم صلوه ( 31 )
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) ) .
و ( الجحيم ) : منصوب بفعل محذوف .
و (
ذرعها سبعون ) : صفة لسلسلة ، و " في " تتعلق بـ " اسلكوه " ولم تمنع الفاء من ذلك ، والتقدير : ثم فاسلكوه ، و " ثم " لترتيب الخبر عن المقول قريبا من غير تراخ .
قال تعالى : (
فليس له اليوم هاهنا حميم ( 35 )
ولا طعام إلا من غسلين ( 36 ) ) .
والنون في " غسلين " زائدة ؛ لأنه غسالة أهل النار .
وقيل : التقدير : ليس له حميم إلا من غسلين ولا طعام .
وقيل : الاستثناء من الطعام والشراب ؛ لأن الجميع يطعم ، بدليل قوله تعالى : (
ومن لم يطعمه ) [ البقرة : 249 ] وأما خبر ليس فهو " هاهنا " ، أو " له " وأيهما كان خبرا فالآخر إما حال من حميم أو معمول الخبر ، ولا يكون " اليوم " خبرا ؛ لأنه زمان ، والاسم جثة .
قال تعالى : (
وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ( 41 )
ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ( 42 )
تنزيل من رب العالمين ( 43 ) ) .
[ ص: 466 ] و ( قليلا ) : قد ذكر في الأعراف . و ( تنزيل ) : في يس .
قال تعالى : (
لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ) .
و ( باليمين ) : متعلق بأخذنا ، أو حال من الفاعل ، وقيل : من المفعول .
قال تعالى : (
فما منكم من أحد عنه حاجزين ( 47 )
وإنه لتذكرة للمتقين ( 48 ) ) .
قوله تعالى : (
فما منكم من أحد ) : " من " زائدة ، و " أحد " مبتدأ ، وفي الخبر وجهان :
أحدهما : " حاجزين " ، وجمع على معنى أحد ، وجر على لفظ أحد .
وقيل : هو منصوب بما ، ولم يعتد بمنكم فصلا ؛ وأما " منكم " على هذا فحال من أحد . وقيل : تبيين .
والثاني : الخبر " منكم " و " عن " يتعلق بحاجزين . والهاء في " إنه " للقرآن العظيم .