[ ص: 516 ] سورة الإخلاص .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : (
قل هو الله أحد الله ( 1 ) ) .
قوله تعالى : ( هو ) : فيه وجهان ؛ أحدهما : هو ضمير الشأن ، و " الله أحد " : مبتدأ وخبر في موضع خبر " هو " .
والثاني : هو مبتدأ بمعنى المسئول عنه ؛ لأنهم قالوا : أربك من نحاس أم من ذهب ؟ فعلى هذا يجوز أن يكون " الله " خبر المبتدأ ، و " أحد " بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف . ويجوز أن يكون " الله " بدلا ، و " أحد " الخبر . وهمزة " أحد " بدل من واو ؛ لأنه بمعنى الواحد ، وإبدال الواو المفتوحة همزة قليل جاء منه امرأة أناة ؛ أي وناة ؛ لأنه من الونى .
وقيل : الهمزة أصل ، كالهمزة في أحد المستعمل للعموم ، ومن حذف التنوين من أحد فلالتقاء الساكنين .
قال تعالى : (
ولم يكن له كفوا أحد ( 4 ) ) .
قوله تعالى : (
كفوا أحد ) : اسم كان . وفي خبرها وجهان :
أحدهما : كفوا ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون " له " حالا من " كفوا " لأن التقدير : ولم يكن أحد كفوا له ، وأن يتعلق بـ " يكن " .
والوجه الثاني : أن يكون الخبر له ، و " كفوا " حال من أحد ؛ أي ولم يكن له أحد كفوا ، فلما قدم النكرة نصبها على الحال . والله أعلم .