قال تعالى : (
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( 18 ) ) .
قوله تعالى : (
شهد الله ) : الجمهور على أنه فعل وفاعل .
ويقرأ " شهداء الله " : جمع شهيد ، أو شاهد ، بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله ، وهو حال من يستغفرون ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه مرفوع على تقدير : هم شهداء .
ويقرأ " شهداء الله " بالرفع والإضافة .
و (
أنه ) : أي بأنه في موضع نصب ، أو جر ، على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع . (
قائما ) : حال من هو والعامل فيه معنى الجملة ; أي يفرد قائما .
وقيل : هو حال من اسم الله ; أي شهد لنفسه بالوحدانية ، وهي حال مؤكدة على الوجهين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف .
(
العزيز الحكيم ) : مثل
الرحمن الرحيم في قوله : (
وإلهكم إله واحد ) [ البقرة : 163 ] وقد ذكر .
قال تعالى : (
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ( 19 ) ) .
قوله تعالى : (
إن الدين ) : الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف ، ويقرأ بالفتح على أن الجملة مصدر ، وموضعه جر ، بدلا من أنه لا إله إلا هو ; أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين . وقيل : هو بدل من القسط .
[ ص: 202 ] وقيل : هو في موضع نصب بدلا من الموضع . والبدل على الوجوه كلها بدل الشيء من الشيء ، وهو هو . ويجوز بدل الاشتمال . (
عند الله ) : ظرف العامل فيه الدين ، وليس بحال منه ; لأن أن تعمل في الحال . (
بغيا ) : مفعول من أجله ; والتقدير : اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي .
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال (
ومن يكفر ) : " من " مبتدأ ، والخبر يكفر . وقيل : الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر .
وقيل : الخبر هو الجواب ، والتقدير : سريع الحساب له .
قال تعالى : (
فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ( 20 ) ) .
قوله تعالى : (
ومن اتبعن ) : " من " في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت ; أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله .
وقيل : هو مبتدأ والخبر محذوف ; أي كذلك .
ويجوز إثبات الياء على الأصل ، وحذفها تشبيها له برءوس الآي والقوافي كقول الأعشى : فهل يمنعني ارتيادي البلا د من حذر الموت أن يأتين .
وهو كثير في كلامهم (
أأسلمتم ) : هو في معنى الأمر ; أي أسلموا ، كقوله : (
فهل أنتم منتهون ) [ المائدة : 91 ] ; أي انتهوا .
قال تعالى : (
إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم ( 21 ) ) .
قوله تعالى : (
فبشرهم ) : هو خبر إن ، ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا ، وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر ، ولا تمنع إن من دخول الفاء في الخبر ; لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته ، فلو دخلت على الذي " كأن " ، أو " ليت " لم يجز دخول الفاء في الخبر . ويقرأ : ( ويقاتلون النبيين ) ، (
ويقتلون ) هو المشهور ومعناهما متقارب .
[ ص: 203 ] قال تعالى : (
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ( 23 ) ) .
قوله تعالى : (
يدعون ) : في موضع حال من الذين : (
وهم معرضون ) : في موضع رفع صفة لفريق ; أو حالا من الضمير في الجار ، وقد ذكرنا ذلك في قوله : (
أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) [ البقرة : 216 ] .
قال تعالى : (
ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ( 24 ) ) .
قوله تعالى : (
ذلك ) : هو خبر مبتدأ محذوف ; أي ذلك الأمر ذلك . فعلى هذا يكون قوله : (
بأنهم قالوا ) في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الإشارة ; أي ذلك الأمر مستحقا بقولهم ، وهذا ضعيف ، والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره ; أي ذلك العذاب مستحق بقولهم .
قال تعالى : (
فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 25 ) ) .
قوله تعالى : (
فكيف إذا جمعناهم ) كيف في موضع نصب على الحال ، والعامل فيه محذوف تقديره : كيف يصنعون ، أو كيف يكونون .
وقيل : كيف ظرف لهذا المحذوف ، وإذا ظرف للمحذوف أيضا .